الذئب العجوز

[KeYs MaKer]

عند ولادته أسف الجميع لحالهم وحاله
وذالك لأنهم رأوه معاقا ضعيفا
كان حال أسرته يتدعدع من قلة الحال والمال، فقبل ولادته كانت الأسرة تترقب المولود الذكر الأول للعائلة والذي سيكون الساعد الأيمن لأبيه ولكن أملهم قد خاب.

ولد لهم ذالك الطفل مصحوبا بإرشادات العناية الطبية الخاصة به مما زاد الأمر سوأ في نظرهم .
عندما تجاوز ذالك الطفل عامه الثالث بدأ يدرك بأنه مختلف عن جميع من هم حوله ، أصبح خائفا من جميع من هم حوله فالكل كاد يلتهمه بنظرات التعجب بل هناك من إعتبرها لعنة ففي بلاده (ليبيا) لم يكن هناك وعي كافي يدرك طبيعة تكوين هذا الطفل حتى أن بعض الأطفال كانو يصرخون هلعين لمجرد روئيتهم له، سرعان ما تحولت النظرات الصامته إلى تعليقات ساخرة دون أدنى مراعاة لمشاعر طفل لم يتجاوز السادسة من عمره وإهانته إهانة شديدة وعدم الإعتماد عليه في إنجاز أهون الأعمال حتى بدأت ثقته بنفسه تقل شيأ فشيأ .
عندما أصبح عمره ثمان سنوات أي في عمر الزهور كانت المدرسة تمثل جحيما بالنسبة له فوضع بلاده كان متأزما من الناحية الفكرية ويمتاز بالوحشية ، لن نلقي اللوم على زملإه فحسب بل حتى المدرسين كانو قد لعبو دورا أكبر في هذا فبسبب الجهل كانت المدرسات يدخلن لفصله وفور ملاحظتهن له يبدأن بتوجيه أسئلة محرجة له تدعو للسخرية كأن تقول له إحداهن هل هذا برص أو ماذا.
ولا ننسى أكبر دور في تدمير حياته الدراسية ألا وهو أستاذ أسمر يدعى أبو القاسم ، كان ذالك المدرس يأتي لطفل قصتنا من بين كل الطلبة ويسحبه من طابوره ويصفعه بلا سبب ليبدأ من رأوه بالضحك والقهقهة على ما حصل له .
عنصرية ذالك المدرس لم توقف هناك بل أنه قد قام بسكب التراب وقطع الزجاج الصغيرة المكسورة على شعر الطفل الأبيض لتضل على رأسه واضحة وتكتمل سخرية زملائه منه.
عندما كان يعود ذالك الطفل لأمه كانت توبخه وتضربه لتخبره بأن لا يلعب بالتراب مرة أخرى ولما كان يخبرها بحقيقة أن المدرس هو من وسخه كانت تعتبره كاذبا ومختلقا للأعذار.
على مر سنين مرحلة طفولته كانت أيامه تزداد سوأ شيأ فشيأ حيث أن الطفل لم يتمنى أن يصبح طبيعيا بل تمنى أن يتصلح حال شعبه ولكن الأمر إزداد سوأ

يتــــبع