يا أهلنا في غزة .. نحن معكم

العودة   منتدى الوراثة الطبية > مجموعة الدعم الأسري الإلكترونية لفقر الدم المنجلي > الارشيف > فضفضة وخبرات المرضى و الأسر

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-Dec-2011, 10:44 PM   #1
محمد حمادة
عضو جديد
مورث جديد
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: البحرين
المشاركات: 42
معدل تقييم المستوى: 0
محمد حمادة من المميزين على الطريق
افتراضي صفحات من حياة مرضى السكلر في البحرين - 7 - بقلم محمد حمادة


7- المراكز الصحية:

تعد صفحة المراكز الصحية من أكثر الصفحات هماً وغماً على مريض السكلر, فبالرغم من قرب المراكز الصحية للمناطق السكنية وسهولة الوصول إليها وتوفر العلاج اللازم بل يتوفر في المراكز الصحية خيارات علاجية أكثر من طوارئ السلمانية وبالخصوص الحقن المهدئه للألم وتوفر الأسرة اللازمة للإستقبال مرضى السكلر ورغم إعلان وتوجيه وزير الصحة السابق سعادة الدكتور فيصل الحمر بأن المراكز الصحية مهيأة لإستقبال وعلاج مرضى السكلر وأن على مرضى السكلر التوجه للمراكز الصحية لتلقي العلاج والعناية الصحية وذلك للتخفيف على قسم الطوارئ بمستشفى السلمانية, إلا أن مرضى السكلر يرفضون التوجه للمراكز لا لأنهم لن يجدوا العلاج اللازم بل لأنهم يعانون كثيراً عند التوجه لها ويتعرضون للكثير من المواقف المهينه من كلمات ومواقف تجعلهم يفضلون الذهاب للطوارئ والإنتظار حتى يأتي دورهم ويتلقون العلاج اللازم رغم ما يتعرضون له في الطوارئ.

وهنا يجب علينا أن نطرح سؤالاً مهماً وهو لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من تجربتي الشخصية عن المراكز, فلم أكن أتوجه للمراكز الصحية إلا قليل ولم أكن أزر المركز الصحي في منطقتي أبداً وكنت أتوجه لمركز مدينة عيسي وذلك لتوفر العلاج لديهم ولم أكن أعرف بأن المركز الصحي في منطقتي لديه العلاج اللازم لمرضى السكلر, وبعد أن أخبرني أحد الزملاء من مرضى السكلر في منطقتي بأنه يوجد العلاج اللازم في المركز الصحي بمنطقتنا, قررت أن أزور المركز الصحي, وكانت أول مره أتوجه لتلقي العلاج هناك وقد تفاجأ الطبيب عندما فتح ملفي الصحي ولم يجد لي أي زيارة لما يقارب الثمان سنوات, فسألني إن كانت تأتيني نوبات السكلر بشكل مستمر فقلت له نعم فقال فما تعمل لها فأجبته بأني أتلقى العلاج في طوارئ السلمانية ولم أكن أعلم بتوفر العلاج لديكم وأن المركز الصحي مؤهل لعلاج مرضى السكلر.

وبعد الفحص بدأ بكتابة العلاج اللازم ولم يسألني إن كنت أعاني من أي حساسية تجاه أي من الأدويه والحقن وكتب لي حقنة الفولترين فبادرته بأني أعاني من مشاكل بالمعده وأن حقنة الفولترين سوف تضر بمعدتي وتسبب لي المشاكل, فهز رأسه وقال معليش وكتب لي حقنة الفنرجن فقط!!! التي تعطى مع الحقن المهدئه لتخفيف الأعراض الجانبية لتلك الحقن مثل الترجيع, فقلت له هذه ليست بحقنه للألم ولن تفيدني في شيء فرد علي إن هذا المتواجد لدي وإذا كان لا يعجبك علاجي فعليك بالتوجه لطوارئ مستشفى السلمانية!!!!!!!!!!!!!!!

أحد أسباب عزوف مرضى السكلر عن التوجه للمراكز الصحية لتلقي العلاج هي رفض الكثير من الأطباء كتابة الحقن المهدئة القوية لمرضى السكلر حتى لو كانوا في وضع حرج وكلنا يعرف أن علاج مرضى السكلر عند إصابتهم بالألم الشديد يتوقف على المغذي الوريدي والحقن المهدئة القوية الجداً وغيرها من الحقن لن تخفف من آلامهم, ورغم معرفة الأطباء ذلك فهم يصرون على عدم وصف تلك الحقن لمرضى السكلر متعللين بعدة علل منها أنها من المخدرات وأنها ضد مبادئهم والغريب أن بعض الأطباء يقولون بأنهم أقسموا أنهم لن يصفوا تلك الحقن إلى أي مريض حتى لوكان على شفى الموت.

وهنا نسأل من يحدد طريقة علاج مرضى السكلر أو أي مرضى آخرين, وهل هناك توافق وبروتوكول متعارف بين الأطباء حتى لوكان شفهي على تلك الطرق, فإذا كان الجواب بلا فتلك مشكله حيث سيصبح الطب بدائياً ولم يستفد الأطباء من العلوم التي تلقوها ومن الخبره التي أكتسبوها في تدرجهم الوظيفي, وحيث أن كل طبيب عند تخرجه يلتحق بأحد المستشفيات الطبية للتدريب واكتساب الخبرة والتخصص,ومن هناك يبدأ بتعلم الطب الحقيقي من الأطباء الأقدم منه في أي قسم يتوجه له للتدريب, ومنها يتدرج الطبيب في مراتب الطب الأوليه حتى يصبح إستشارياً, وكلنا يعلم بأن الطبيب عندما يبدأ حياته المهنية في البحرين يلتحق بمستشفى السلمانية ويوضع في برنامج تدريبي لمدة عام, ينتقل فيه بين شتى أقسام التخصصات الطبيه ليكتسب مجموع من الخبرات من شتى الأقسام وبعدها يلتحق بأحد التخصصات الطبيه المعروفه بمستشفى السلمانية أو بأحد المراكز الصحية كطبيب عام, وعندها يكون بمرتبة طبيب مبتدأ (Junior) يكون فيها بمثابة اليد اليمنى للأطباء الأقدم منه وهم (Senior, Chief and Consultant) وينفد أوامرهم ويبدأ بتعلم الطرق المتعارفه للكشف عن الأمراض وطرق علاجها والتي تكون ضمن بروتوكولات معروفه وطرق ثابته لا يختلف فيها الكثير خصوصا في الأمراض الواسعة الإنتشار, ولا يحق للطبيب المبتدء ولا حتى الأكبر منه ان يجتهد بطريقة علاج هو يبتكرها أو يراها الأنسب من دون الرجوع للإستشاري أو من هم أعلى منه في العلم. وهنا يبدأ الطبيب بتعلم الطرق المتعارف عليها لعلاج كل مرض بما هو متعارف عليه محلياً وحتى عالمياً, ولست أبالغ بأن العلاج في البحرين لن يختلف كثيراً عن ما هو متعارف عليه دولياً وحيث أن لدينا من الإستشاريين الذين يعدون مراجعاً حتى على المستوى العالمي في بعض التخصصات الطبية وهم ينقلون معرفتهم الطبيه إلى من هم أقل منهم وتلاميذهم.

و نعود للعلاج المتبع مع مرض السكلر, وهو يصنف من أمراض الدم الوراثية ويتبع قسم أمراض الدم الوراثية والأورام في مستشفى السلمانية الطبي, وقد يشرف بعض أطباء الباطنية على علاج مرضى السكلر في مستشفى السلمانية وذلك لكثرة مرضى السكلر في البحرين والذي يصل عددهم إلى 18 ألف مصاب و 65 ألف حامل للمرض.

ورغم إختلاف تخصصات الإستشاريين الذين يشرفون على علاج مرضى السكلر لكننا لم نرى أي إختلاف في علاج مرضى السكلر, والتي تكون في إعطاء المريض للحقن المهدئه وهي (المورفين, البثدين, السسقون والترامال) ومعظمها تصنف من (ناركوتك) لتخفيف الألم الشديد عند المرضى وتعطى بمعدل حقنه كل أربع ساعات إذا كان المريض يرقد في مستشفى السلمانية مع الكثير من الأدوية الأخرى مثل أقراص الدستالجسك, وإعطائه السوائل عن طريق المغذي الوريدي أو حث المريض على شرب الكثير من السوائل عن طريق الفم إذا تعذر ايصال المغذي في الكثير من الأحيان لمرضى السكلر بسبب ضعف عروقهم وتلفها على مر السنين بسبب المغذي والحقن الوريديه.

أما بالنسبه للمرضى الخارجيين والذين يصابون بنوبات ألم ناتجه عن السكلر فإن المعروف بأنهم يعالجون بالحقن المهدئه المذكوره سابقاً وتعطى عن طريق الوريد أو تحت الجلد أو في العضل وإذا لم يتحسن المريض يعطى حقنه أخرى أو يحول لأجنحة المستشفى لتلقي المزيد من العلاج والمتابعة.

كل ما ذكرناه سابقاً يتعلمه كل الأطباء المبتدئين ولم نجد أي طبيب إستشاري يعالج بغير هذه الطريقه وحيث أن مرض السكلر منتشر بكثره في البحرين فإن كل الأطباء في البحرين يعرفون الطريقه التي يعالج بها مرضى السكلر.

ومن هنا نعود لأطباء المراكز الصحية الذين يرفضون علاج المرضى بهذه الطريقه ونسألهم عن السبب الذي يمنعهم من إتباع أقرانهم في العلاج أم أنهم لا يكترثون بحالت الألم الذي يمر بها مريض السكلر وهم يستطيعون أن يخففوا من آلامه أم أنهم فعلاً يعتقدون أن مرضى السكلر غير صادقين في دعواهم أم أن هذا مخالفاً لما يعتقدون, وهل صار الطب بالإعتقاد حيث أنا نعلم بأن العلاج حتى بالمسكرات جائز في الدين الإسلامي إذا لم يتوفر علاج غيره وكان العلاج متوقفاً عليه.

ألا يخالف ذلك إنسانية مهنة الطب, أليس من دور الطبيب التخفيف من آلام المرضى حتى لوكان العلاج مخالفاً لما يعتقد هذا الطبيب, أم أن الأطباء صارت قلوبهم كلحجارة وصارو لا يعبئون بصياح المرضى وبكائهم, لقد وصل الحد في بعض الأطباء إلى الإستهانه بمريض السكلر وبالخصوص إذا كان المريض يمر بنوبة ألم شديدة فيقوم الطبيب بوصف بعض أقراص البندول وهو يعرف بأنها لن تخفف عليه الألم والمضحك حين يصف الطبيب حقنة الفنرقن التي لا تخفف من الألم أبداً وإذا لم يرضى المريض بذلك فورقة التحويل لمستشفى السلمانية جاهزه, وكأن الذهاب لطوارئ السلمانية متوقفاً على التحويل الذي يكتبه طبيب المركز الصحي.

وهنا نسأل المسؤلين في وزارة الصحة: لماذا توفرون العلاج في المراكز الصحية إذا كان الأطباء لا يعملون به؟ ولماذا توجهون المرضى لتلقي العلاج في المراكز الصحية اذا كان الأطباء يرفضون علاجهم؟ ماذا نفعل نحن المرضى اذا اصابتنا نوبات الألم؟ هل نذهب للمراكز الصحية وهي الأقرب من أماكن سكننا؟ أم نذهب لطوارئ السلمانية ونزيد من الضغط عليه؟

لقد وصل الحال ببعض رؤساء المراكز الصحية أن يعممو على باقي الأطباء بأن لا تصرفوا أي حقن لمرضى السكلر مهما كانت شدة مرضهم أو أن يعطوهم أقل جرعه ممكنه لكي لا يقال أنهم يمنعون علاج مرضى السكلر, بل وصل الحال ببعض الأطباء أن يكتب في ملف المريض أن لا يعطى لهذا المريض أي من الأدويه المهدئه.

أليس في هذا تجني وتعدي سافر على حقوق المرضى, والأسوء من ذلك كلمات التجني والإتهام لمرضى السكلر والتي تترك أثراً نفسياً لدى المرضى وحتى على عوائلهم والمرافقين لهم.

من الأمور الغريبه والتي تحدث في المراكز الصحية التابعه لوزارة الصحة هي تحديد عدد معين من الحقن لمرضى السكلر يجب أن لا يتجاوزها في الشهر الواحد, وهنا نتسائل, أليس من حق المريض أن يمرض أكثر أم أنهم بهذه الطريقه قد قرروا أن المريض يجب أن يمرض بعدد المرات المسموح له بها, ثم أليس في ذلك سلبيات كثيرة كأن نقول للمريض وحتى ولو كان لا يعاني من أي ألم بأنه قد حان وقت الحقنه ويجب أن تأخذها حتى لو كنت لا تعاني من أي ألم.

المضحك أني سمعت من أحد الطبيبات أنها تقول أن الحقن الموجوده في المركز معدودة لمرضى يأتون ليأخذونها بإنتظام.؟؟؟؟ غريب حقاً ما وصل له حال الطب في المراكز الصحية, فلماذا لا يترك للطبيب الحريه في تشخيص المرض وتقرير ما إذا كان يجب أن تصرف لهذا المريض هذه الحقنه في حينها وليس تحديد عدد الحقن شهرياً.

وليت الأمر يتوقف على الأطباء في المراكز الصحية بل حتى التمريض يتعاملون مع مرضى السكلر بإنتقائية متعمدة في الكثير من الأحوال, فقد يقوم الطبيب بوصف حقنه معينة للمريض ولكن ترفض الممرضة تنفيد أوامر الطبيب وتذهب للطبيب لتقنعه بتغيير الوصفة, والغريب إنصياع الأطباء لأوامر الممرضات في الكثير من الأحيان ولا أدري كيف لملائكة الرحمة أن يكونوا ذوي قلوب قاسية وغير مبالين لوضع المريض الذي يعاني من آلام شديدة في وقتها.

والأغرب من ذلك أن يكون هناك قانون بعدم إعطاء المرضى حقن في النصف الأخير من دوام المركز وقد حدث لي مثل ذلك في قصة قمت بتسجيلها كشكوة ونشرت في معظم الصحف المحلية في البحرين وسأذكرها لاحقاً. كيف يكون هناك مثل هذا القانون ولنفترض وجوده اليس هناك أولويات ألسنا نتحدث عن مهنة إنسانية مهمتها التخفيف من آلام المرضى أليس هناك حالات طارئه لها ظروفها الخاصة, كيف يمتنع من يعمل في هذه المهنة الإنسانية عن التخفيف عن من تعد حالته طارئة, وكيف يكون لهم قلب في أن يطيلوا من مدة ألم هذا المريض برفض صرف الحقن لهم والطلب منهم بأن يذهبوا إلى مركز آخر أو إلى مستشفى السلمانية.!!! أليس في هذا تجني على مشاعر هؤلاء المرضى, أم أن قلوبهم صارت قاسية لدرجة أنهم لا يبالون لآلام هؤلاء المرضى.
محمد حمادة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 09:42 AM.


الى موقع : الوراثة الطبية
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا يسمح النقل من المنتدى من دون التنوية عنه