|
الحوار طريقك لحياة زوجية سعيدة مع
مرور الأيام وانشغال كل من الزوجين
بسبب
العمل ومتطلبات الأطفال
يزداد تشاغل الأب بجمع المال أما
الأم فهي مشغولة بتربية الأطفال أو
منهكة بسبب عملها إن
كانت عاملة . ومن ثم
يصبح الزوجان في دوامة الحياة ولا
يلتقيان إلا ساعات
معدودات حين الغذاء أو قبل الخلود
إلى النوم و يبداء يتسلل الملل
إلى حياتهم ليقتل الحوار بينهم .
و ليس القصد الملل
من الوقت بل الملل العاطفي وتتحول
علاقة الزوجين من حبيبين إلى علاقة
زوجية رتيبة فلا يرتبط
كل منهما بالآخر إلا لوجود الأطفال.
ومن ثم تبداء حياتهما الزوجية في
الاحتضار و يتساءلا بعدها
أين ذهب الحب الذي كان بينهما ! هل
اصبح رفاتا لا يمكن أحياؤه !ويتفاقم
الأمر اكثر بغياب أحد الطرفين عن
الآخر في سفرٍ طويل لدراسة أو عمل
فيراه رفيقه في العام
شهرًا .. كل هذا يؤثر على علاقة كل
منهما بالآخر . إن الزوجين
اللذين يفتقدان لغة الحوار بينهما
هما في الحقيقة غريبان في بيت واحد
يجهلان عن بعضهما البعض
أكثر مما يعرفان ..بكثير. وقد
ييأس
الزوج من زوجة لا تُصغي، ولا تجيد
إلا الثرثرة أو لا تفهم وتتفاعل مع
ما يطرحه،
أو يحكيه. الخوف
من رد الفعل، أو اليأس من تغيير
طباع الطرف الآخر يجعل
إيثار السلامة بالصمت هو الحل،
وهنا يكون عدم الحوار اختيارًا
واعيًا لم تدفع إليه
ظروف خفية، أو تمنعه المشاغل، ولم
ينتج عن إهمال أو تناسٍ. والمبادرة
هنا لا
بد أن تأتي من الطرف الذي سبق وأغلق
باب الحوار بصدٍ أو إعراضٍ أو عدم
تجاوب. إن
التحاور والتشاور يعني طرفين
أحدهما يستمع، والآخر يتحدث ثم
العكس، ولا يعني أن
أحدهما يرسل طوال الوقت أو يُتوقع
منه ذلك، والآخر يستقبل طوال
الوقت، أو يُنتظر منه
ذلك، وتكرار المبادرات بفتح
الحوار،ومحاولة تغيير المواقف
السلبية مسألة صعبة، لكن
نتائجها أفضل من ترك الأمر،
والاستسلام للقطيعة والصمت. إن الحياة الزوجية هي الحب بمعناه
الأشمل الذي يأخذ بين الزوجين
معانٍ أعمق وأرحب مما يأخذ بين غيرهما.
ولابد أن يستمر الحوار بعد
الزواج ففي فترة الخطوبة وما بعدها
-حتى الزفاف- يمكن أن
تستمر مكالمات هاتفية بين الطرفين
لساعات ثم بعد الزواج يقولون: لا يوجد كلام نقوله!!! اعدها للانترنت:عبدالرحمن السويد. |