|
|
الكثير من الصفات التي يتصف بها الإنسان - كالوزن و الطول و ضغط
الدم مثلا- ليست ناتجة من عوامل ورثيه بحتة ورثها الشخص من أبوية
أو من أجداده.هذه الصفات هي نتيجة لتفاعل عوامل وراثية وبيئية مع
بعضها البعض.و نقصد بالعوامل البيئية، كل العوامل التي لا تكتسب
بالورثة.وكما تلاحظ فإننا نتكلم عن نوعين من العوامل، العامل
الوراثي و العامل البيئي، ولكن هذا لا يعني أننا نتكلم عن عامل
وراثي وحيد و لا عامل بيئي وحيد.بل هي عدة عوامل من كل نوع.و
طبعا هذه الصفات من الممكن أن تكون صفات سليمة أو طبيعية (أي
الوزن طبيعي )وقد تكون غير ذلك أي صفه مرضية (أي الوزن زائد).و
في العادة الصفات او الأمراض المتعددة الأسباب يصاب بها الشخص
إذا كان عنده استعداد وراثي و تعرض للعوامل البيئية المناسبة و
التي تسبب المرض.مثلا لا يصاب الشخص بمرض السمنة إلا إذا كان
لديه استعداد وراثي في الأصل و تعرض للمسببات البيئية للسمنة
،كزيادة تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.كذلك الحال
في مرض ارتفاع ضغط الدم أو السكر فلا يصاب بها الشخص إلا إذا كان
عنده استعداد وراثي وتعرض للعوامل البيئية المناسبة.أن معرفة هذه
العوامل كانت وراثية أو بيئية مهمة و ذلك من باب الوقاية أو حتى
العلاج من هذه الأمراض.
في بعض الأسر تكون العوامل الوراثية قوية و واضحة في الإصابة
بمرض من هذه الأمراض و اقرب مثال يسهل الاقتناع به هي
السمنة.فهناك عوائل تكثر عندهم السمنة بشكل واضح من دون وجود
عوامل
بيئية مساعدة لحدوث السمنة(أي أنهم لا يأكلون أكثر من المعتاد و
يتحركون مثل ما
يتحرك أكثر الناس الغير مصابين بالسمنة.و لذلك قد تتفاوت الأسباب
من عائلة و أخرى كما أن الأسباب ذاتها قد تختلف.فمثلا قد يكون
العامل الوراثي المسبب للمرض في عائلة ما يختلف عن الأخرى.هذا
الحال ينطبق أيضا عن العامل البيئي فقط يختلف أيضا من أسرة و
أخرى. |
|