| |
نقص السمع و الصمم عند
الأطفال
عندما يصل نقص السمع لدى الطفل
إلى مستوى شديد نوعا وكما ، يؤدي ذلك ، وحسب تاريخ ظهوره ومستواه ،
إلى تأخر ،
وغياب ، وتراجع في النطق ، مع تراجع مرافق لتطور الطفل الذهني.
إن النطق لدى
الطفل يتطور في الحقيقة نتيجة للمحاكاة و التقليد للمكتسبات اليومية
و المرتبطة بما
يسمعه الطفل وبدرجة الذكاء لديه
.
في البداية يجب أن يسمع الطفل الصوت من ثم أن
يفهم ما يعنيه هذا الصوت وأن يحفظه ثم يحاول إعادة لفظه
.
وبعدها يتدخل الذكاء
وهو العنصر الأساسي في التعرف على الصوت و معناه ، ومقارنته حسيا .
مما يؤدي
بالنتيجة لمعرفة الكلمات و تشكيل النطق
.
إن نقص السمع الشديد عصبي أو وصلي
المنشأ، تكون عواقبه و اختلاطاته أكبر بكثير في حال حدوثه أثناء
الطفولة المبكرة
فيما لو حدث منذ الولادة
.
هذه الإعاقة لا يمكن تقصيها و التغلب عليها إلا
بالكشف المبكر عن الصمم فمن المعروف أن قدرة الدماغ العظمى على تعلم
النطق تكون في
أقصاها بين العمر صفر إلى 2 سنة فترة ذات أهمية بالغة لتعلم النطق
بالنسبة للإنسان
.
تطور النطق لدى الطفل الطبيعي
:
إن التمكن من النطق يأتي
دائما بعد تمارين تحضيرية للتلقي و الفهم والتعبير
.
يتم هذا بالشكل التالي
:
منذ الأسابيع الأولى:
توجد لدى الطفل منعكسات كرد فعل على الصوت ، الصراخ الذي
يعني الحيوية ، وحسن أداء وظيفة التصويت ، التفاعل مع الوسط المحيط
بالطفل ، عدم
الشعور بالراحة
.
شهرين : يبدأ الطفل بالتعرف على الصوت والنغمات المختلفة ،
صرخات مختلفة كصراخ دعاء الأم
6
أشهر : تحسس النغمات ، النغمات المحببة ،
:
الضحك ، البكاء ، مكاغاة اللعب بالصوت من 3-6 أشهر
.
9
أشهر : بداية فهم
الكلمات المألوفة ، التقليد الصوتي كالببغاء
.
سنة : فهم الجمل الصغيرة ،
التنسيقات الكلامية ، الكلمات الأولى ، جمل مؤلفة من مجموعة كلمات
.
20
شهر
–
سنتين و نصف : لغة مركبة مع ظهور الفعل في الكلام عند 3 سنوات (أنا
– نحن
...)
هذه الفترة التحضيرية من التطور ما قبل اللغوي لا يمكن أن تحدث بهذا
الشكل
التلقائي عند الأطفال المصابين بنقص السمع منذ بداية حياتهم . كذلك
عند الأطفال
المحرومين من
اللغة
أصلا
.
العلامات السريرية لنقص
السمع عند الأطفال
:
إن التقصي المبكر عن نقص السمع لدى الطفل ، والذي نلاحظ
أنه لا يتفاعل مع الأصوات المحيطة به، ضروري للغاية و بالسرعة
القصوى ، ومن الخطأ
دائما تأجيل الأمر و تأجيل تخطيط السمع لديه
.
بل ينبغي أحيانا ، أن يكون
الاستقصاء نشطا، خاصة عند الأطفال الذين هم عرضة لحدوث مثل هذا
النقص بالسمع بسبب
وجود سوابق عائلية
وراثية او
حمل و ولادة عثرة . لأن الانتظارو التأخير قد
يؤدي إلى
:
طفل لا يتكلم ولم يتكلم من قبل
:
منذ السنة الثانية تتفاقم
الأمور وتتطور لغته الإشارة و الحركة – يصبح الطفل صعب المران ،
حذرا ، غاضب ، مع
عدم استقرار ، وغالبا ما يلجأ الأهل لاستشارة أطباء الأطفال أو
الطبيب النفسي
العصبي لمعرفة ما يحدث
.
طفل
تكلم متأخراً و يتكلم بشكل سيئ:
الطفل يبقى
رضيعا ، يتلفظ بصعوبة ، يشرح قليلا ، يقال عنه أنه قليل الانتباه ،
لا يأبه
بالانتقادات ، يعاني من صعوبات في المدرسة ، قراءته سيئة ، يبقى
منزويا في المدرسة
و البيت ، يصبح أحيانا صاحب نفسية صعبة ، عدواني و شرس
.
طفل يتوقف عن
الكلام ويتراجع النطق لديه:
بدون
سبب واضح أو بوجود سبب محدد ، تظهر لدى الطفل
من 6-7 سنوات تراجع سريع في الكلام و اللفظ مع تغير بالصوت و تأخر
مدرسي
.
كيف
نفحص المريض
:
يبدأ السؤال حول
:
-
تفاصيل تعلم
اللغة
و التطور النفسي الحركي للطفل
-
رد فعل الطفل في البيت
على الأصوات و الضجيج
-
تصرفات الطفل وحركته
-
القصة العائلية ، و سوابق
مرضية قبل أثناء و بعد الولادة
.
فحص الأذن والأنف والحنجرة : يكون فحصا عاديا
لغشاء الطبل ، ومن ثم الانتقال إلى تخطيط السمع
.
أما الفحوصات الثانوية فتطلب
حسب منشأ المرض المحتمل فحص بصري – تخطيط للدماغ – اشعة مقطعية
للأذنين –فحوصات
مخبرية وتتم عادة في مرحلة ثانية
.
ثم يتم التأكيد على ثلاثة عوامل أساسية
:
شدة نقص السمع
تأثيره على تطور الكلام لدى الطفل
القدرات الذهنية و
التوازن الحركي عند الطفل
-
تخطيط السمع الكهربائي
:
يجب معرفة أن إجراء
تخطيط سمع للطفل ليس بالأمر السهل فالطفل سريع الاعتياد كما أنه
يتعب بسرعة
ومع
تطور التقنية وظهور أجهزة حديثة تقيس وتخطط السمع بطريقة لا إرادية
. إلا أنه لا
غنى عن تخطيط السمع العادي الخاص بالطفولة
.
طرق تخطيط السمع
:
1- عند
حديث
الولادة : 3-5 أيام ندرس المنعكسات غير المشروطة عند الطفل . منعكس
شدة الانتباه-
منعكس سمعي جفني (حركة الجفون عند سماع صوت)– سمعي عضلي(حركة الجسم
عند سماع صوت) باستعمال الأصوات القوية أجراس . طبل
.
2- عند
الرضيع
من الشهر 9-15 ندرس تفاعل الطفل مع المحيط بواسطة الألعاب التي تصدر
أصواتا بشكل
مدروس . الأصوات المألوفة صوت الملعقة الرضاعة الورق الصوت العادي
ونراقب رد فعل
الطفل
.
3- من 2-3
سنوات منعكس يدعى منعكس العالم ، سوزوكي و هو منعكس مشروط يعطي
فكرة عن نسبة السمع لدى الطفل
.
4- من
3سنوات وحتى 4سنوات ونصف هناك العرض الحركي
الصوتي و هو عبارة عن ألعاب تتحرك بشرط أن يسمع الطفل الصوت . بعضها
حاليا يعتمد
على الحاسوب
.
5- من 4
سنوات ونصف يمكن إجراء تخطيط السمع الكهربائي العادي الذي
نجريه على الكبار حيث يسمع الطفل الصوت ويعطينا إشارة بأنه سمعها
.
إن جميع هذه
الطرق ممكنة عند طفل عادي الذكاء، أما الطفل المصاب بالخبل مثلا ،
فستكون الطريقة
متناسبة مع عمره الذهني . عند الطفل الصعب المران ينبغي المزيد من
الصبر . عند
المريض النفسي , تكون غير ممكنة على الإطلاق
.
وهناك التخطيط اللاإرادي
:
ونلجأ له دائما في حال كانت هناك نتائج غير واضحة في التخطيط
العادي، وغالبا ما
يتم تحت التخدير العام ،
ويعطي فكرة عامة عن مستوى السمع لدى الطفل
.
-
دراسة اللفظ لدى الطفل
:
دراسة تشمل مختلف نواحي اللفظ - طريقة اللفظ –فهم
اللغة
–
إعادة الصوت والكلمات والجمل، ومن
ثم نصنف تطور
الطفل اللغوي حسب جداول موضوعة مسبقا
.
-
دراسة التطور النفسي و العصبي للطفل
:
وهي دراسة تشمل قدرات الطفل وذكائه - توافق الحس والحركة لديه –
المقدرة على
الحفظ و التعلم
.
ويتم ذلك بواسطة قواعد محددة ومدروسة بجداول خاصة
.
و هنا
يجب أن نفرق بين بعض الحالات
:
في حال عدم وجود نقص في السمع مثبت بالتخطيط ،
يجب أن نبحث في احتمال وجود تخلف عقلي، أوعن وجود انغلاق نفسي ، أو
تأخر عادي للنطق
بدون أي خطورة على الطفل
.
إن التخلف العقلي و الانغلاق النفسي لا يمكن
تشخيصهما إلا عن طريق فحص طبيب أخصائي بعلم نفس الأطفال.
أما التأخر بالنطق
العادي فهو غالبا ما يكون وراثيا، و لا يترك أي أثرا على الطفل في
المستقبل
.
أسباب نقص السمع عند الأطفال
:
إن معرفة السبب ، لا يؤدي بالضرورة لوضع خطة
علاجية واضحة
..
لأنه غالبا ما تكون الأسباب عصبية المنشأ، من الخلايا
السمعيةالمحدودة العدد و التي إذا فقدت فهي لا تعوض . وبالتالي لا
يمكن علاجها
بالأدوية أو بالعمليات الجراحية
.
وتكون الأسباب العامة لهذا النقص مثل
:
نقص تشكل في الأذن أو أحد عناصرها ، ولادي المنشأ قد يسبب نقص في
السمع حتى 50
بالمائة
.
أو صمم عصبي ناتج عن مرض وراثي ، وقد تكون مرافقة لمتلازمات وراثية
إستقلابية المنشأ، أو أمراض عصبية المنشأ
.
وهناك الإصابات التي تحدث قبل
الولادة وتسبب نقصا في السمع عصبي المنشأ حوالي 23 بالمائة من
الإصابات وقد تكون
ذات أسباب إنتانية ميكروبية أو تسمم ناتج عن استعمال الأدوية
.
أسباب عدم توافق
دم الجنين والأم ويكون سببا ل6 بالمائة من الإصابات . أو نقص تروية
الجنين من 2-9
بالمائة
.
وهناك أسباب بعد الولادة : ومنها الرض أثناء الولادة ، أسباب سمية،
و
أسباب انتانية، كالتهاب السحايا بعد الولادة
.
وكما نرى فان لكل حالة علاجها
الخاص و يبقى الأمر بيد الطبيب المعالج . ولكن يبقى أمرا واحدا
علينا معرفته في
الختام : وهو أن الطفل الأصم وبشكل شديد يجب أن يستعمل السماعة قبل
12 شهرا من
حياته
.
وأن طفل متوسط نقص السمع يجب أن نضع السماعة في أذنه قبل 24 شهرا من
حياته لتكون الفائدة بأقصاها
.
اعدها للانترنت :الاخصائي نواف.المرجع:د.
فادي لوقا
أخصائي أذن و أنف و حنجرة.
دمشق سوريا.المصدر:(شبكة
الخليج)
|