مرحبا بكم في هولندا!
أم تصف مشاعرها حول موقفها من صدمة الخبر
دائما يطلب مني أن اصف مشاعري في رعاية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة. ولكي أساعد الآخرين لفهم هذا الإحساس الغير معتاد إليكم هذه السطور
عندما تتوقع إنجاب طفل فأنك تخطط لرحله سفر خرافية إلى ايطاليا. فتشتري مجموعه من الكتب الارشاديه وتضع برنامجاً مشوقاً لرحلتك. كزيارة المدرجات الرومانية والجندول في البندقية. كما تحاول أن تتعلم بعض الكلمات و الجمل الايطاليه… الأجواء مثيره لرحله العمر.
وبعد مضي عده اشهر من الشوق والاثاره فقد جاء اليوم الموعود فحزمت الحقائب وانطلقت الطائرة. وبعد مرور عدة ساعات هبطت الطائرة على ارض المطار وأعلن المضيف “مرحبا بكم في هولندا”
تردد في داخلك ماذا؟ هولندا؟! لقد طلبت رحله إلى ايطاليا ومن المفروض أن أكون هناك، أن حلم حياتي أن أكون في ايطاليا. لقد حدث تغير في خط الرحلة و الآن نحن في هولندا وعليك أن تعيش فيها.
الحمد لله أن الرحلة لم تنتهي في مكان مخيف ومثير للاشمئزاز وقذر ومملوء بالمجاعة والاوبئه. نحن فقط في مكان آخر.
عليك ألان الذهاب لشراء كتب إرشاديه جديدة. عليك أن تتعلم لغة مختلفة وكلمات جديدة. سوف تقابل أناس لم تفكر إطلاقاً بمقابلتهم! أنت فقط في مكان جديد قد يكون اقل حركه وبهجة من ايطاليا، ولكن بعد أن تلتقط أنفاسك تنظر إلى من حولك سوف تجد أن في هولندا طواحين هواء…في هولندا أزهار الزنبق وفي هولندا أماكن للذكريات…
لكن كل من تعرف مشغولون ومولعون بالسفر إلى ايطاليا والكل تباهى بالأوقات الممتعة التي قضوها في ايطاليا، وأنت تردد في نفسك، كان من المفترض أن أكون في ايطاليا كان ذلك ما اخطط له.
هذه الحسرة لن تزول أطلاقا، ففقدان ذلك الحلم لم يكن أمرا سهلا.
ولكن لو استمريت في رثاء نفسك بقيت حياتك لأنك لم تذهب إلى ايطاليا فلن تستطيع أطلاقا أن تتمتع بذلك المكان الخاص، والأشياء الأخرى الخاصة في هولندا! ,
تردد في داخلك ماذا؟ هولندا؟! لقد طلبت رحله إلى ايطاليا ومن المفروض أن أكون هناك، أن حلم حياتي أن أكون في ايطاليا. لقد حدث تغير في خط الرحلة و الآن نحن في هولندا وعليك أن تعيش فيها.