وقفه مع فقدان طفل!
في كل عام الآلاف الأسر تواجه فقدان طفل من أطفالها,وهو شيء قد تكون الأسرة غير مستعدة له , فالجميع يكبر وهو دوما يتوقعون وفاة احد الجدين أو الوالدين , بل إن حتى وفاة الشريك والأخوة أمر قد يكون متوقعا الى حد ما ،لكن لا يوجد اسرة تتوقع فقدان طفل -حتى وان كان الطفل مريض- حيث انه موقف يصعب تخيله والتعامل معه بل انه يثير مشاعر وعواطف حادة وقد تكون مدمرة .
التعبير عن الحزن و فقدان عزيز شيء شخصي وهو أمر مختلف من شخص لأخر و بحسب طبيعة الشخص وشخصيته لكن ليس هناك طريقة صحيحة أو خاطئة للتعبير عن الحزن.من أهم الأشياء أن تكون قادر على الحديث مع الأشخاص القريبين منك اخبرهم كيف تشعر واستمع لهم وتفهم شعورهم حتى لو كان مختلف عنك.قد يكون من السهل الحديث مع أي شخص اخر غير شريك حياتك لأنه حزين مثلك و ليس باستطاعته ان قد يوفر لك الدعم اللازم الذي قد تحتاجه, هذا الأمر مقبول طالما أنكما متفاهمين ولا تمانعان من أن يقدم الدعم لأحدكم شخص آخر في مثل هذه الظروف.
قد يجعلك الحزن شارد الذهن تتنقل بين الأماكن بلا هدف أو اهتمام,
قد يقل اهتمامك بأسرتك وقد تحس انك فقط تؤدي ما عليك بدون رغبة أو اهتمام,
قد تجد صعوبة في النوم أو قد ترى أحلام حول طفلك المتوفى متى ما استطعت النوم,كل هذه الأمور قد تجعلك تحس أن الأمور خارجة عن السيطرة قد تحس بالتشتت أو قد تحس بالعزلة والوحدة في الوقت الذي تحس فيه أن من حولك يعيشون بشكل طبيعي.
بالنسبة للأم قد تقضي اغلب وقتها في البكاء, كما أن أتفه الأمور قد تؤدي بها إلى الانهيار باكية,إذا كان الطفل المتوفى صغير قد يصعب عليها التعامل مع الإحساس بالفشل كأم لان الطفل ولد وهو يعاني من المشاكل وقد عانت الأم معه الكثير مما قد يجعل موته يزيد من الشعور بالألم أوقد يضيف المزيد من المشاعر السلبية تجاه إحساسها كأم , بالرغم من انها تعلم انها لم تسبب في كون الطفل مريض لكن غريزة الأمومة في حماية طفلها قد تخبرها غير ذلك.
الأب بشكل خاص قد يقاوم الشعور بالحزن وقد يتظاهر برباطة الجأش كما يشعر بأنه من مسؤوليته أن يبقى قوي من اجل باقي أفراد الأسرة, لكن هذه لا تكون هذه الطريقة الأفضل للتعامل مع الحزن كما أن لها آثار بعيدة المدى حيث أن أي شخص يحمل نفسه فوق استطاعتها قد يشعر بالضعف بعد فترة من الزمن, هذا بغض النظر عن انه قد يسأ فهم تصرفاته على أنها قلة إحساس أو عدم مبالاة خاصة من شريك حياته مما يزيد شعور الزوجة بالعزلة والحزن.
من المحتمل أن تحس بشوق عظيم للقرب من طفلك , وقد تجد انك ترتاح عندما تضم ملابسه أو ألعابه, وقد تظل تزور المستشفى الذي توفي فيه بشكل مستمر كلما سنحت لك الفرصة لأنك قد تشعر بالقرب منه عندما تذهب إلى هناك كما أن العاملين قد يقدمون لك الدعم ورؤيتهم قد تسرك عندما تتذكر الخدمات التي كانوا يقدمونها لطفلك, كما انك قد تشعر بالراحة عندما تزور الأماكن التي كان يحبها طفلك أو كانت ذات أهمية في حياته.
قد تظهر عليك آثار جسدية نتيجة للحزن على طفلك مثل إحساسك بتعرق يديك والصداع وآلام المعدة كما انه قد يكون من الصعب التفكير بوضوح وقد تعاني من التشوش الذهني وصعوبة
التركيز لذلك فان الوقت غير مناسب لاتخاذ قرارات مهمة في حياتك مثل تغيير الوظيفة أو تغيير المنزل,كما انه من الطبيعي أن تحس أحيانا بالخوف والغضب والإحباط أو تشعر بالذنب وتبدأ بلوم نفسك أو الآخرين على موت طفلك.
كما انك قد تتساءل لوقت طويل كيف يمكن ان يكون الحال لو انك فقط اتخذت قرارات مختلفة خلال مرض طفلك, قد يكون لديك الكثير من الأسئلة التي تريد ان تسمع لها إجابة، لكن بلا شك بعض هذه الأسئلة لن تجد لها إجابات وفي النهاية قد تتقبل ذلك – قد تتقبل انك لن تعرف لو انك اتخذت قرارات مختلفة هل كان الوضع سيتغير – وبالتالي ستتوقف عن تعذيب نفسك بتكرار قولك (لو أن) فالله يقوم في محكم كتابة ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ).
كل أفراد العائلة قد يشعرون بالحزن , رغم أن إحساسهم بالحزن قد يختلف بناء على العمر و النضج العقلي, و قد تجد منهم اكبر منك سنا يتعاملون مع الموقف بشكل مختلف .حتى الأطفال الصغار قد يشعرون بالحزن وألم الخسارة لكن من المهم الانتباه لهم و مساعدتهم لتجاوز الإحساس بمرارة الفقدان و لذلك عليك أن تشرح لهم بشكل واضح على قدر فهمهم أن أخيهم توفي وأعطهم أسباب وفاته حتى يطمئنوا بأن ما حدث له لن يحدث لهم مثل ما حدث له.
الأصدقاء والجيران من حولك قد يشعرون بالارتباك وبصعوبة الموقف لذلك و قد تجدهم يتفادونك أو يقللون اتصالاتهم بك لأنهم لا يعرفون ماذا يقولون لك لكن عندما يتكلمون معك تجدهم يقولون كلمات يظنونها ستريحك و لكن قد تجد كلماتهم غير مساعدة أو حتى مؤلمة بالرغم من نواياهم الطيبة , وقد تكون كلماتهم مبنية على أساس أن طفلك مريض او مرضة صعب او شديد وبالتالي من المفترض أن يكون حزنك اقل , أو لأنهم يرون أن الطفل توفي بعمر صغير مما يعني أن خسارتك اقل وبالتالي لا داعي من المبالغة في الحزن, هذه التعليقات مؤلمة جدا لكن حاول دوما أن تتذكر أن نواياهم حسنة .
المرجع:
ترجمة:ام ليان حفظها و رزقها الذرية الصالحة.راجعها د.عبدالرحمن السويد. .جماد الثاني 1428 الموافق مايو 2007
كلامك جميل يا ام ليان الهي يرزقك الذرية الصالحة ويشفي لي محمد
ارجو ان تفيدوني بارقام اطفال من سن ٩ الى ١٣ مصابين بهذه المرض