العينان و مرض الجلد الفقاعي
تشريح العينين
إنّ العين عبارة عن كرة داخل تجويف العين يعرف بقحف العين. و قطرها تقريباً 2,5 سنتيمتر ، وتحتوي على أنسجة مختلفة و على سوائلَ متنوعة لكي تمكن الشخص السوي من الإبصار. و يخرج من خلف هذه الكرة عصب كبير يدعى العصبَ البصريَ و يتصل في طرفه الآخر بمركز الإبصار في المخ.و يَحْملُ نبضات كهربائية تتحول إلى صورة في مركز الإبصار.والجفن يغطي العين من الأمام. كم أن الجزء الأبيض من سطح العين مُغَطَّى بطبقة رقيقة تسمى بالملتحمة و هي مكونة من نفس الخلايا التي يتكون منها الجلد.و هذه الملتحمة تكون شفافة في المنطقة الوسطى من الجزء الأمامي من العين و هذا الجزء الشفاف من الملتحمة يعرف بالقرنية، ووظيفتها أَنْ تَسْمحَ للضوء بالمرور إلى العينِ و من ثم من خلال العدسةِ (مثل عدسة آلةِ تصوير)و التي تقع خلف القرنية مباشرة.أما القزحية فهي عضلة تمسك بالعدسة و تثبتها و في وسطها فتحة تعرف بالبؤبؤ.و القزحية هي التي تعطي العين لونها فهناك العين البنية و الزرقاء و الخضراء و هي نتيجة للون القزحية.
الدموع
تُشكّلُ الدموع طبقة رقيقة تَغطّي القرنيةَ و الملتحمة. وهذه الطبقة لها عدة وظائف هي:
1. تَبْليل وحِماية السطحِ الحسّاسِ للخلايا الخارجية للعين.
2. مَنْع الالتهابات بتدفق الدمع المستمر عندما تطرف العين , الى جانب
ما يحتوية الدمع من مواد كيميائية و اقية.
3. تَزويد القرنيةِ بالمواد المغذّيةِ الضروريةِ.
4. صقل سطح القرنية بحيث يمكن للضوء العبور من خلاله الى داخل العين.
و يتكون الدمع المغطي للعين من ثلاث طبقات
أ. طبقة زيتية سطحية تنتجها غدة دهنية على طول الرموش تعرف بغدد (ميبوميان ( Meibomian ). )
ب. طبقة مائية في الوسط تنتجها الغدة الدمعية الرئيسية تحت الجفن العلوي.
ج. طبقة مخاطية سفلية تنتجها خلايا كأسية موجودة بشكل متفرق في داخل الملتحمة.
تُساعدُ الطبقةُ الزيتية على مَنْع التبخرِ السريعِ للدموعِ، وتُساعدُ الطبقةَ المخاطيةَ أيضا في التصاق الدمع بسطحَ العينِ مباشرة.
مع ملاحظة أن أي خلل في هذه الطبقات المحكمة قد يؤدي الى أضرار بالعين و التي تسمى بالعين الجافة.
الجفون
تقوم الجفونُ بحِماية التراكيبِ الحسّاسةِ للعينِ. وهي عبارة عن طبقات من الجلدِ، و العضلات ونسيج ليفي.
يتصل جلد الجفونِ بطرف الملتحمةِ عند التصاقها بطرف الجفن و الذي يحتوي على الغدد الدهنية التي سبق أن ذكرناها.و في الجهة الداخليةِ لطرف الجزء الداخلي للأجفان (القريب من الأنف) هناك قنوات صغيرة لتصريفُ الدموعَ الفائضةَ الى داخل الأنف عبر القناة الدمعية.
تَغْلقُ الجفونُ على العينِ (الرمش) عدد من المرات في الدقيقة بشكل إرادي و غير إرادي . و هذا الإغلاق المتكرر يسمح بنشر الدموعِ على سطح العينِ،إضافة لقيام الجفن نفسه بحماية إضافية للعين عند اصطدام أجسام غريبة بها. وتكون الجفونَ مغمضة في الليل لتساعد على تقليل تبخرِ الدموعِ,و أي أضرار بعمل الجفون قد يؤدّي إلى مشاكلِ بكفاءةِ طبقات الدمع التي تحدثنا عنها سابقا مما يسبب ضررا بالعين.
الأعراض التي قد تظهر على المصابين بمرض الجلد الفقاعي:
يَعاني العديد مِنْ المرضى بمشاكلِ في العينِين، خصوصاً أولئك المصابين بالنوع العميق من المرض.فمثلما تظهر فقاعات على الجلد فان العين أيضا معرضة لظهور الفقاعات. فقد تتكون تلقائيا أَو نتيجة لتعرض العين لضربة اصطدام مباشر، مثل فَرْك العينِ، أَو خدوش سببها أجسامِ غريبة، أَو نتيجة لخلل في طبقات الدمع تسببت في جفاف العينِ، واحتكاك خشن ناتج عن حركة العينين المغطاة بالأجفان..
ان المشاكل المتعلقة بالعيونِ أمر مضايق جدا ففي أغلب الأحيان تحدث ألماً و تعرقل الرؤية بشكل واضح.و هذا قد يؤثّرَ على النشاطاتِ اليوميةِ للمرضى, خصوصاًالأطفال مماقد يصيبهم بالقلق.
إن العناية بالعيونِ يستلزم علاجها بشكل خاص عند حدوث بثور او فقاعات، و لكن من المُهمِ النَظْر إلى العنايةِ العامّةِ للعيونِ حتى و ان لم تظهر اي بثور أو فقاعات.
كما يَجِبُ ادراك ان المرضى بمرض الجلد الفقاعي من الممكن ان يصابوا بأي مشكلة في العينين ليس لها علاقة مباشرة بهذا المرض مثلهم مثل أي طفل (كقصر أو بعد النظر أو الماء الأبيض مثلا).
الكشف الطبي
يتخوف الأطفال الذين لديهم مرض الجلد الفقاعي من فحص العينين بشكل أكبر من أقرانهم الأسوياء.و لذلك فان أخذ استفسارات و معلومات من الأهل من دون الكشف المباشر كافي في بعض الأحيان للوصول للتشخيص المناسب لمشكلة العين.، لذلك فنحن ننصح الأهل بمراقبة الطفل و بشكل دقيق قبل زيارة الطبيب وملاحظة بعض الأعراض مثل (ألم مفاجئ, دمع العينين بشكل كثيف, المضايقة من الضوء)و قد يكون من الأفضل تسجيلها و كتابتها في ورقة, فبعض البالغين يلجأ إلى تسجيل معلومات في مفكرته اليوميه لكي يرجع إليها لمعرفة كم عدد مرات الإصابة و الأعراض التي سبق أن مر بها.
هناك عِدّة قواعد بسيطة متبعة عند فْحصُ العين لمريض الجلد الفقاعي. كثير من الأطباء متمرس في هذا الآمر، لكن إذا حدثت صعوبة فنحن ننصح بما يلي:
إذا أمكن إتباع طريقة “عدم اللمس”و هذه الطريقة سهل القيام بها للبالغين و لكن في حالة الاطفال يمكن صرف انتباههم باللُعَبِ أَو الأنوار مما يمكن من فتح الطفل لعينيه.
ان و ضع قطرات من المخدّر الموضعي داخل العين (مثل Proxymetacaine Hydrochloride)و الذي لا يَلْسعُ عند وضعة كما تلسع الأدوية الاخرى (مثل Benoxinate Hydrochloride) مفيدَ إذا كان المريضَ لديه ألمُ يَجْعلُه غير قادر على فتح عينيه.
و يجب معرفة أنه من المهم عدم فْتحَ العين بالقوة،لأن ذلك قد يضر بالأجفان أو الملتحمةو يمكن رفع الجفن بلطف للنظرالى ما تحتها عند ما يفتح الطفل عيناه. و لكن يجب تقليل عمليات اللمس بشكل عام.و إذا كان الطفل غير متعاون فيجب تأخير الفحص لوقت آخر.
إذا كان الفحص بالكشاف الصغير او جهاز اللمبة المقسومة( )فان الضوء يسلط بشكل مائل لكي لا يضيق البؤبؤ عند تعريض الضوء مباشرةاليه.
و يمكن مشاهدة تقرح القرنية أو الملتحمة بوضع مادة الفلورسين (Fluorescein)و التي تظهر التقرح بشكل واضح عند عدم مشاهدتها بالعين المجردة.
البثور و الفقاعات و التقرحات على القرنية (التآكلات)
بما أن سطح العين(الملتحمة و القرنية) مكون من أنسجة و خلايا شبيهه بالجلد فان بعض المصابين بالجلد الفقاعي تظهر عليهم فقاعات و بثور أو تقرحات .فلو ظهرت هذه الفقاعات على القرنية فان ذلك قد يكون مؤلما جداً. و يسمى علميا بتقرح أو تآكل القرنية. و قد تحدث هذه المشكلة في سن الطفولة او عند البالغين. عادة ليس هناك علامات منذرة لحدوث هذه التقرحات و لكن قد يسبق حدوث تقرح كبير حوادث تقرحات بسيطة نسبياً.
في كثير من الأحيان يشفى التآكل ذاتيا و من نفسه خلال 24 ساعة و ذلك حسب حجمِ المنطقةِ المتأثرة.و في العادة تلتأم بدون حدوث ندبة(Scar)،, و لكن إذا كانت التقرحات و التآكلات كبيرة أو متكررة أو صاحب التقرح التهاب بكتيري شديد فقد تظهر ندبة بيضاء فوق القرنية.و لذلك فقد تشاهد بشكل متكرر هالة بيضاء حول حافة القرنية (limbus)السفلي في الأطفال الذين لديهم الجلد الفقاعي العميق و هو ما يسمى علميا بالهالة العريضة (Broad Limbus) و يبدوا أنها لا تؤثر على النظر لأنها ليست في وسط القرنية بل أسفلها.
العلاج
لا تختلف أسس معالجة التآكلات القرنيةِ بين الطفلِ والبالغِ .
عند حدوث الفقاعة، فالعلاج الأساسي هو معالجة الألم الذي يُمْكِنُ أَنْ يُرافقَ المشكلة. فقد تفيد المسكّنات المعتادة كخافض الحرارة مثل Paracetamol (فيفادو،ادول،تمبرا، او البندول او غيرها)لحد ما ، إذا لم تؤدي المسكنات عن طريق الفم لنتيجة فقد تفيد المسكنات الموضعية و التي تأتي على شكل قطرة في العين كدواء الفولتارين للعيون Voltarol Ophtha المعروف علميا ب( Diclofenac sodium 0.1%)
كما قد تفيد إراحة العين عن طريق تغطيتها أو حتى عن طريق تغميض العين فيكون الجفن غطاء فعالا في هذه الأمور و ذلك عن طريق تقليل حركة العينين و الذي يقلل من احتكاك الجفن بالتقرحات و الفقاعات فتلتأم بشكل أسرع.
كما يجب عدم استعمال قطرات العينِ المخدّرةِ مثل بينوكسينيت Benoxinate لأن تخدير العين و إزالة الألم بالكامل قد يزيد من خطورة زيادة احتكاك الجفن بالقرحة(حيث لا يكون هناك ألم عند الحركة فيعتقد المريض أن المشكلة زالت فيحرك عينة بدون حذر )إن القطرات المخدّرة في هذه الحالة تستعمل لفحصِ العينِ فقط، وفي بَعْض الحالاتِ الخاصّةِ تحت إشرافِ طبيب العيون عند الحاجة لها في القيام بمهام معينة. على سبيل المثال عندما يكون هناك بكاء شديد و عصبية زائدة قبل أن يذهب الطفل مثلا لغرفة العمليات أو ماشابهها. حيث أن عدم القدرة على الرؤية مع الألم يزيد من تأزم الوضع.
إن استعمال قطرات العين التي تحتوي على مادة الكورتيزون يجب أن تكون تحت إشراف صارم من قبل طبيب العيون لما لها من تأثيرات على العينين لو اسيء استعمالها.
إن استعمال المراهم المرطبة كـمرهم الاكريلوب(Lacri-Lube) و ما شابهه لها أثر كبير في تقليل احتكاك العين بالقرحة و المحافظة على عدم جفاف العينين و تغطية القرحة بطبقة جيلاتينية تسمح بالتئام القرحة بشكل أفضل. و تقل الحاجةَ لإعادة تكرار وضعها مقارنة بالقطرات المرطبة السائلة.
و لكن يجب الحذر عند وضعها و تجنب استخدام القوة فان مقاومة الطفل لوضع القطره أو المرهم عن طريق إغلاق عينية بقوة قد يزيد من تقرح العين و لذلك احرص أن يكون وضعها برفق و هذا الحديث ينطبق على بقية القطرات و المراهم عند و جود قرحة بالأخص في القرنية.
إذا مضت 24 ساعةِ و لم تلتأم الفقاعة لوحدها فقد يكون هناك التهاب بكتيري و لذلك يبدأ باستعمال مضاد حيوي موضعي على العين المصابة.و يستعمل مرهم الفيوسيثالمك (Fucithalmic gel) او مرهم الكلورامفينكول (Chlorampenicol ointment) و ذلك بعد استشارة طبيب العيون.
تغطية العين المصابة قد يساعدَ من تخفيف الألم و لكن ليس بالضرورة يقصر من مدة التأم القرحة.و عند تغطية العين يجب عدم استعمال لاصق على الجلد بل يلف شاش حول الرأس على شكل عصابة أو توضع طاقية(قحفيه) من شاش الشبكة الضاغط (Tubifast).و يجب التأكد أن الشاش في موضعه الصحيح و لم يتحرك و يلامس القرنية مباشرة لان حركة العين المباشرة على الشاش قد تزيد من شدة الاحتكاك و تزيد من المشكلة.
كما أن لبس النظارات الشمسية أثناء وجود قرحة في القرنية قد يحل مشكلة المضايقة من الضوء (photophobia) . و هي تحدث نتيجة لانقباض عضلة القزحية(الدائرة التي تعطي للعين لونها)عند تسليط الضوء عليها فيكون ذلك مؤلما.و لذلك فان استعمال قطرات ترخي هذه العضلة (Mydrilate (Cyclopentolate hydrochloride 0.5%/1%))يقلل من الألم و ذلك ما يقوم به طبيب العيون عند صرفة لقطرة للعين لتقليل الألم عند و جود نور ساطع.
إن الوقاية و المحافظة على صحة العينين يقلل من احتمال حدوث فقاعات و تقرحات بالقرنية. و من هذه الطرق هو استعمال المرهم المرطب الكريلوب قبل النوم بشكل يومي حتى و من دون و جود أي مشكلة في العينين . مع استعمال القطرات المرطبة (الدموع الصناعية)خلال اليوم حيث أن استعمال المرهم المرطب خلال اليوم قد يجعل الرؤية غير صافية بعض الوقت.
مشاكل الجفون و الملتحمة
إن الجفون و الملتحمة أيضا معرضة لحدوث بثور و فقاعات و تقرحات.فتحدث بثور أو فقاعات على الجفون بشكل تلقائي ولكن عادة يَحْدثُ كنتيجة لفَرْك الطفل عينية بيده.
وتعالج هذه البثور و القروح بنفس الطريقة التي يعالج بها بقية الجسم مع و جود صعوبات واضحة عند تضميد الجفون المتقرحة نتيجة لصعوبة تغطيتها و مضايقة الطفل من عدم الرؤية.
إن وضع مرهم مرطب في العينين قد يكون مفيد إذا كانت البثور على حافة الجفن الداخلية و يحافظ على رطوبة العين لكي لا تتأثر القرنية و الملتحمة من احتكاكها بالجفن المتقرح.
و يعالج تقرح الملتحمة بنفس طريقة علاج القرنية المتقرحة مع العلم إن هذه التقرحات لا تسبب ألم أو مضايقة من الضوء كما في حالة تقرحات القرنية. و من المؤسف إن تكرار تقرحات الملتحمة يسبب حدوث ندبات خاصة في من لديهم الجلد الفقاعي العميق.
و هذا قد يؤدي إلى التصاق الملتحمة بباطن الجفن (Symblephron)و هذا يؤدي إلى مشكلة في إغلاقِ العينِ و خلل في طبقات الدمع الحامية للعين. حيث يكو ن سطح العين غير مستوى .
إن حدوث الندبات و تليف الجفون نتيجة لتكرار التقرحات ,و عدم إغلاق العينين بشكل كامل عند النوم أو عند طرف العين المتكرر هذه كلها مجتمعة تزيد من احتمال حدوث تقرحات في القرنية نفسها.
إن عدم القدرة على إغلاق العينين بشكل كامل خلال النوم أو ما يعرف علميا بالعرض الليلي( Lagophthalmos ) يسبب جفاف العيونِ و من ثم يزيد من احتمال ظهور بثور و فقاعات على القرنية و الملتحمة بشكل متكرر. ان عدم غلق العينين و لو بمسافة صَغيرة مليميتر واحد أو اثنين له تأثيره على العينيين. إن من يتنبه لهذه المشكلة هم الآباء و الأزواج فان المريض لا يعلم بهذه المشكلة خلال النوم.
مرة أخرى يظهر أن الاستعمال الروتيني و اليومي للمراهم و القطرات المرطبة كما أسلفنا مفيدة للوقاية من هذه المشكلة التي لا يبدو لها حل فعال.
إذا أدت القروح و تليف الجفون إلى عدم انطباق الجفون بالشكل الصحيح فانه قد يكون من المفيد إجراء عملية تصحيحيه لهما لكي يقل تأثيرها على العيون بشكل كامل.
مشاكل طبقات الدمع (Tearfilm)
يحدث خلل في تكون طبقات الدمع في كل عين لا يكون سطحها ناعما و لذلك تكثر مشاكل طبقات الدمع في عيون من لديه مرض الجلد الفقاعي خاصة النوع العميق و التي يكثر فيها التئام الجروح بالتليف و تكون ندبات مكانها.
إن السطح المتعرج و الغير مستوي يجعل الدم يميل إلى جهة أكثر من أخرى و بذلك يحدث جفاف في سطح العين الأقل دمع. و لذلك يزيد احتكاك الجفن بسطح العين الجاف. و يكثر الاحتكاك الخشن عند الاستيقاظ في الصباحِ ففتح و تغميض العينان يجعل الجفن يحتك بالعين مباشرة فتؤدي إلى ظهور فقاعات.
إن كفاءة طبقة الدمع تتأثر بعواملِ بيئية أخرى (كالتكييف)، نقص طرف (رَمْش ) العين ( عندما تَركيز على النَظْر إلى شاشة الكمبيوتر أو التلفاز). كذلك يجب الوضع في الاعتبار الأمور الصحية الأخرى كحدوث حساسية في العينين و غيرها من العوامل الخارجية و الداخلية التي يجب التنبه لتأثيرها السلبي على طبقات الدمع.
علاج مشكلة طبقات الدمع هو وضع مرهم (جيل) بشكل روتيني قبل النوم على العينين. فالمرهم العادي أو مرطب الاكريلوب الجيلاتيني( Lacri Lube) تؤدي الغرض. و في النهار يوضع قطرات الدمع الصناعية (. Viscotears او Hypromellose) حسب اللزوم.
إن هذه المرطبات لا تحتوي على اي مواد دوائية فلذلك ليس هناك محذورات من كثرة استعمالها و بكميات كبيرة.
مع أن بعض الناس تظهر عليه علامة حساسية نتيجة للمادة الحافظة المضافة مع القطرة (مادة بنزاكولينيم Benzalkonium Chlorid)
و في هذه الحالة يمكن استعمال أنواع ليس فيها هذه ا لمادة الحافظة.
هناك على الأقل 15 نوع مختلف متوفرِ للمرطبات و لذلك يمكن استعمال أي نوع متوفر و مناسب و إن كان اشهرها التي ذكرنا.
إن استعمال غسول العين بشكل متكرر من السلوكيات الغير محببة لان ذلك قد يعرقل تكون طبقات الدمع بشكل صحيح مع انها قد تعطي راحة أوليه لكنها راحة عابرة.
و لكن هذه الغسولات تستعمل في حالة دخول جسم غريب في العين و يستعاض عنها بماء معقم (سبق غليه) أو ماء مع ملح معقم (أكياس ملح مع ماء Normasol – Normal Saline Sachets).ثم يتبعها وضع احد المرطبات السابق ذكرها.
رعاية عيون الطفلِ
إن أباء الأطفالِ الذين لديهم مرض الجلد الفقاعي عِنْدَهُمْ العديد مِنْ الأولويات عندما يكون الحديث عن أطفالهم. وعناية العينين قَدْ لا تَكُون أحدها!. مع ان معاناة الطفل عند تأثر أو إصابة عينيه بمشكلة امر محزن للجميع. لذا، فان أي شيء قَدْ يُساعدُ على تجنب حدوث بثور في العينين له أهميته و اعتباره.
إن جميع الأطفال، سواء من لديهم هذا المرض أو الأصحاء عند احتكاك أي شيء بسطح العين يُؤدّي إلى مشكلةِ سواءكان ذلك الاحتكاك ناتج عن خدش أظافرِ في العينِ أثناء لعبة، أَو رمل في العينِ مِنْ ريح عابرة .
إن الأطفال (أيّ عُمر! ) يَمِيلونَ إلى فَرْك عيونِهم عندما يتعبون أو يتضايقون بشكل تلقائي كذلك الحالة عند حدوث التهاب في أعينهم كما هو الحال في التهاب الملتحمة الشائع.
أيّ مِنْ الحوادثِ أعلاهِ، والعديد مِنْ الأمور الأخرى، يمكن أن يؤدي إلى ظهور بثور في العيونِ. و مع ذلك يجب عدم منع الأطفال مِنْ الاشتراك بالنشاطاتِ و اللعب مع الآخرين متى ما كانوا قادرين،و لكن على الوالدين أن يعوا المشاكلِ المحتملةِ، وان يتعلموا أهمية العلاج السريع في هذه الأمور.
أكثر الأطفالِ لا يَحْبّونَ أن تفحص عيونهم أو أن يوضع فيها الدواء. مع انه من المثير للانتباه أن الأطفال الذين ولدوا بانسداد في القناة الدمعية للعين و الذين يتعرضون لالتهابات متكررة للعينين ، يتقبلون فحص العينين و تنظيفها و وضع الدواء فيها بشكل شبة عادي! و هذا راجع لأنهم “تعودوا” على هذا الأمر منذ الصغر.لذلك على الوالدين جعل عملية رعاية العينين “جزء من حياة الطفل” منذ الصغر و ذلك لكي يتعود على هذا الأمر و يصبح عملا روتينيا يوميا.. بل إن بعضهم يتمتع بهذه العمليةَ. و هذا الأمر يسهل فحص عيني الأطفال في العيادة الطبية
و قد يكون من أسباب نفور الأطفال من فحص العينين و العناية بها هو أن “أول” مرة فحصت عينا الطفل عندما كانت العينين فيها مشكلة أو ألم مما سببت قلقاً لدى الطفل ،و بذلك يكون خائف من العناية بعينية في المستقبلِ.
و مع ذلك فان الأطفال يتفاوتون في حساسيتهم للفحص و لذلك فان العنايةِ بالعينين بلطف بشكل روتيني و منذ الطفولةِ المبكّرةِ قَدْ تُساعدُ على تَخفيض المشاكلِ متى ظهرت البثور في المستقبل.
إن بعض الأطباء يفضلون أن يعطي جميع الأطفال الذين لديهم مرض الجلد الفقاعي من النوع الشديد مرطبات للعينين بشكل يومي مِنْ عُمرِ مبكّرِ. مع تنظيف الجفونِ باستعمال ماءَ مبرّدَ مغليَ أَو محلول ملحي فيصبح جزءَ من الروتينِ اليوميِ.
كما أن الأطفال يَجِبُ أَنْ يمنعوا من فرك عيونِهم. و للأسف فان الضمادات التي توضع على الجروح في اليدين تصبحُ أداةَ مثاليةَ لفَرْك العينِ!
إذا كانت هذه المشكلة خصوصاً مَع الأطفال الرُضَّع، فانه من الممكن وضع شبكة على شكل قفاز من القطنِ الناعم فتوْضَعَ بشكل واسع فوق الضماداتِ لتخفف من الاحتكاك المباشرَ للضماداتِ على الجفونِ.
و عند ظهور البثور و الفقاعات فلا تحاولُ فَتْح الجفونِ بالقوة لفَحْصها أو لوضع المرطبات. إذا كان الطفلِ قادر على فَتْح عينية بنفسه فيمكن وضع المرطب أو مسكن موضعي للعينين كما ذكرنا سابقا.. أما إذا كان الطفل غير قادر على فَتْح عينيه، ضع الطفل على ظهره مستلقيا على الفراش ثم ضع كمية كبيرة مِنْ المرطب على الرموش حتى و إن كانت الجفنين مغلقة فبعد بضعة دقائق فان المرطب يذوب و يتسرّبُ إلى العينِ.كما ان وضع قطعة من الشاشِ المبلل بالماءِ النظيف(السابق الغلي)أَو محلول ملحي (normal Saline) ووَضعها على العيونِ المُغلقةِ قَدْ تُساعدُ في استرخاء الجفون و العينين.
كما انه من الممكن تغطية العينين إذا كان الأمر يستدعي ذلك.
و إذا كان الطفل كبيرا فانه يشجع على تقليل حركة العينين قَدْرَ المستطاع. إذا كانت البثور و الفقاعات بسيطة فانه من الممكن مشاهدة التلفزيونَ على سبيل المثال بينما التحديق في شاشة التلفاز عند القيام بالألعاب الالكترونية او الكمبيوتر فإنه يقلل عدد مرات طرف العين(إغلاقها) و في هذه الحالة يفضل تغطية العينين بشاش لوقت طويل.
إذا لم تتحسن العينان خلال 24 ساعة أَو ساء الأمر فانه من المستحسن استشارة طبيب عيون.
النظارات الشمسية متوفرة الآن لجميع الأطفال وحتى الأطفال الرُضَّع الصغار! فهي تساعد بشكل كبير الطفل الذي يتضايق من الضوء(photophobia ) خاصة عند اللعب مع الأطفال في خارج المنزل.
و يجب الحرص على أن يكون حجمها مناسب و لا تسبب احتكاك للجلد خلف الأذنين أو على الأنف.
يجب ان تفحص أعين الأطفال بشكل روتيني و خلال السنة الأولى من العمر و عند اكتشاف مشكلة كالحول او مشكلة في الجفون او في الدمع فيجب ان يحول الطفل لطبيب العيون أطفال او متخصص في الجلد الفقاعي.
إذا احتاج الطفل للنظّاراتِ لتصحيح بعض عيوب النظر مثلا فان على الوالدين ان يحرصوا على ان يتم وصف النظارات من قبل طبيب نظر متمرس لوضعها بشكل صحيح.و عند شرائها فيجب الحرص على ان تكون خفيفة و غير مؤذية للجلد و يجب التنبه إلى أن الجزء الملامس بالجلد(خلف الأذن و على الأنف) ليس مصنوع من مادة معدنية .و هناك أنواع يستخدمها الرياضيون كما انه يوجد في محلات الرياضة أربطة خاصة لتثبيت النظارات مصنوعة من مادة نيوبرين (neoprene) فهي تمسك ذراع النظارة و تربط بمؤخرة الرأس.
المرجع:
موقع ديبرا.
الآنسة جيليان سيم ممرضة متخصصة في أمراض العيون
السّيد مالكولم كير ميور استشاري أمراض العيون
ترجمة د.عبدالرحمن السويد. مراجعة لغوية أم ليان حفظها الله.ربيع ثاني 1427 الموافق ابريل 2006