هل مرضك ميؤوس منه؟ لدينا العلاج!
النصائح الذهبية 7 لمعرفة مدعي الطب والعلم
لتحميل نسخة للقراءة بصيغة بي دي اف اضغط هنا
أدركت أن العديد من الناس يختارون قناعاتهم العلمية بنفس الطريقة التي يختارون فيها فريقهم الرياضي أو السياسي أو طريقة تفكيرهم. يحكمون على صحة أو بطلان أي معلومة علمية أو طبية ليس على مدى صحتها العلمية ولكن حسب موافقتهالنظرتهم ولما يودون أن يروا العالم عليه. يعتقد من يمارس “العلم الزائف” أن ما يقوم به هو علم حقيقي. إن ما قد يبدأ بتجربة بريئة وصادقة من “عالم زائف” قد يتطور بخطوات غير محسوسة منه، ابتداء من خداع للذات وإيهامها أن ما وصل إليه حقيقة لا جدال فيها إلى أن تصل به إلى الاحتيال والخديعة للأخرين. الخط الفاصل بين الجهل والحماقة في خداع الذات والاحتيال على الآخرين خط رقيق. هذا الكلام مأخوذ من كتابات د.روبرت بارك العالم والكاتب في مواضيع العلم الزائف ومؤلف كتاب في هذا المجال اسمه (علم الفودو: الطريق من الحماقة إلى الخديعة) Voodoo Science: The Road from Foolishness to Fraud.
ولو نظرنا للواقع ومن القصص التي مرت علينا في هذا المجال لوجدنا أن ما قاله فيه الكثير من الصحة، فهناك من يقوم بنشر معلومات عن اكتشاف جديد لأمراض مستعصية لم يكتشف العلماء الباحثون علاجًا لها رغم مثابرتهم واجتهادهم وضخ الأموال على هذه البحوث. عندما ننظر إلى من اكتشف العلاج تجده بعد أن تحسن النية فيه قد بدأ بمقاصد صادقة وليس لديه أطماع مالية ولكنه “أوهم” نفسه لا شعوريًا أن ما توصل إليه فعلا شيء حقيقي وأن العلاج الذي يروج له شافٍ من المرض كما يدعي.
حدد الدكتور بارك سبع طرق لاكتشاف المخادعين ومدعي العلم الزائف. هذه النقاط تتكرر أمامنا كل يوم وما علينا إلا أن ننتبه لها لكي لا ننخدع ،وسوف أضيف لها بعض التعليقات قدر الإمكان.
انظر إلى هذه العلامات عندما تسمع أي اكتشاف جديد كان تشخيصيًا أو علاجيًا لأي مرض مزمن أو مستعصٍ خاصة إذا كان من مراكز غير معروفة أو من أفراد مغمورين:
العلامة الأولى: المكتشف يعرض ادعاءاته للإعلام مباشرة وليس على زملاءه العلماء
إن من يقوم بنشر اكتشافه للإعلام مباشرة -كان المدعي عالمًا حقيقيًا أو عالمًا مزيفًا-قبل أن يعرضها في مجلة محكّمة وتراجع علمياً يجعلك تشك في أن ذلك المدعي يشعر أن اكتشافه قد لا يصمد أمام المراجعة العلمية ولذلك نشرها مباشرة للصحف
والإعلام. ولو قمت ببحث وتحرٍ فإنك لا تجد ولن تجد مقال “العالم” منشورًا بمجلة علمية ولا حتى بعد حين، وكل ما سوف تجده هو مقالات أو مشاهد شبه دعائية مدفوعة الأجر كانت في منشور مطبوع أو مرئي أو مسموع أو على الشبكات الاجتماعية مثل الواتس أب أو تويتر أو الفيس بوك أو في المنتديات كما كان شائعًا سابقًا. انصحك إن كنت من هؤلاء المرضى الذي حالهم مثل الغريق الذي يبحث عن القشة وقدر الله أن تصل إلى أحد هؤلاء المدعين للعلاج كان طبيبًا أو عالمًا، عليك فقط أن تطلب منهم نسخة مطبوعة من الأبحاث التي قاموا بها ونشرت في مجلات طبية وإن أمكن يكون معها ردود العلماء الآخرين والمؤسسات العلمية. إذا أعطوك قصاصات من الصحف والمجلات أو أشياء دعائية فاعلم أنك أمام عالم مزيف.
العلامة الثانية: المكتشف يدعي أن مؤسسات كبرى تحاول حجب اكتشافه
في كثير من الأحيان يدعي المكتشف أن اكتشافه سوف يقلب موازين الثروة والسلطة في المجتمع، وأن هناك مؤامرة واسعة تشمل صناع الدواء والحكومات لحجب اكتشافه. هل تذكرون “اللواء” الدكتور إبراهيم عبد العاطي وبحضور الرئيس المصري عدلي منصور السابق والمشير السيسي الرئيس الحالي لمصر وظهوره في الإعلام وادعاءه أن المخابرات الأمريكية تتآمر على اكتشافه للعصا السحرية في علاج التهاب الكبد الوبائي فقد ادعى هذا العالم الزائف أنه قد عُرض عليه مليارا دولار مقابل بيعه في الخارج لكنه رفض. مضيفًا “هربت إلى مصر وخطفتني المخابرات لحمايتي من الملاحقات!”. عندما ترجع لتاريخ هذا المدعي للاكتشاف تجد أن له قصصًا طويلة من الخداع للذات انتهت به إلى الاحتيال وفي كل مرة يستطيع أن يقنع فريقًا جديدًا من الناس وليس هناك أكبر من أن يخدع السيسي وعدلي منصور وهما في قمة الهرم المصري ويخرجا معه في مؤتمر صحفي لإعلان الاكتشاف المضحك. انصحك أن تستمع إلى الفيديو التوضيحي حول الأمر. (اضغط هنا لمشاهدة الفيديو و أيضا الحلقة الفكاهية عن الموضوع من باسم يوسف )
أذكر أيضا أحد مدعي العلاج بالخلايا الجذعية الذي استطاع بطريقة ما-وأتوقع عن طريق الوصول إلى أصحاب النفوذ-أن يحضر إلى مركز الأبحاث في مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض ليلقي محاضرته الدعائية عن ادعاءات غير مثبتة بعلاج أمراض مزمنة بالخلايا الجذعية. والأدهى والأمر هو قدرة هذا المُروج للعلاج الخروج أيضًا على القناة الأولى التلفزيونية الرسمية لثلاث حلقات متتالية يبث دعايته إلى أن تصدى له أحد الأطباء ليناظره ويكبح من شر ادعاءاته. كان هذا لمدعي يقول إن أمريكا هي العقبة وهي تتآمر في تأخير العلاج واكتشافاته بوضع العراقيل والقوانين فلذلك انتقلت إلى الصين ذات التاريخ العريق بالعلاج الصيني. إنه يكرر نفس أسلوب سابقيه بأن هناك أعداءً وأناسًا يحاولون حجب اكتشافاتهم وادعاءاتهم. للأسف هذا المروج للعلاج بالخلايا الجذعية مازال يعمل الى الآن في الانترنت ويصطاد العشرات من شبابنا وفتياتنا من المرضى ويرسلهم إلى الصين لتجريب العلاج.
العلامة الثالثة: نتائج الادعاء وتأثيراتها ضعيفة
لم يستطع أحد أن ينشر صور “واضحة” قطعية مثلا عن الصحون الطائرة، أليس كذلك؟ وهكذا مدعي العلم فهم يتعاملون مع مستوى معين من الشوشرة العلمية والأخبار، وإذا استدلوا بالإحصائيات فهي إحصائيات ركيكة وفروقات طفيفة
والمقارنات غير مقنعة وحتى لو قام آخرون بتجربتها فإن النتائج لا تكون دامغة وواضحة. نلاحظ هذا الأمر جليا في الأعشاب والمقويات والفيتامينات وكذل في المكملات الغذائية لأطفال متلازمة داون على سبيل المثال مع أن هذا الادعاء قد مضى عليه سنوات كثيرة لكن لم يظهر أي شيء يثبت أو يقوي هذه الادعاءات رغم أن هذه الفيتامينات تعطى بأضعاف مضاعفة عن الجرعات المعتادة وبشكل يكاد يكون مضرًا على المدى الطويل. سوف تستغرب أن هناك العديد من الأصناف المعلبة والأجهزة المتنوعة التي يتم الترويج لها على انها شافية أو معالجة، ولا يوجد أي بحث يثبت صحتها فهي في أحسن الأحوال توضح أن النفع والفائدة منها طفيف. ومع ذلك تجد أن من يروج لها أشخاص “يرون انها موافقة لنظرتهم ولما يودون أن يروا العالم عليه “ولذلك روجوا لها بحسن نية.
العلامة الرابعة: يستخدم المكتشف القصص والاحداث الفردية لدعم ادعاءاته
من الأشياء
التي تعلمها العلماء خلال هذا القرن هو أن لا يركنوا فقط للأدلة التي تأتي على شكل قصص أو حكايات. لأن للعاطفة تأثير قوي عند نقلها، وهي أيضا التي تجعل الكثير من الخرافات على قيد الحياة في عصر العلم. يعتمد الطب الحديث
على إثبات العلاج بعمل البحوث وبطرق مقننة ثم نشرها في مجلات طبية محكمة ويقوم أطباء اخرون بإعادة التجربة وجمع المعلومات عن الأعراض الجانبية والقيام بتعديل وتصنيع أجيال أخرى من نفس الدواء أو الاكتشاف وهكذا يستمر التقدم العلمي بشكل مقنن حقيقي. القصد ليس الترويج للطب الحديث-فهو أيضا ليس منزهًا-ولكن القصد هو التوضيح أن الأبحاث ليست كجمع الحكايات والقصص الفردية. انظر لمعظم من ادعى علاجًا كان دواء أو مادة عشبية تجده يستعمل القصص ويحاول أن يصنع له فريق “روائي” لنشر اثباتاته بالقصة. “الدكتور” محمد الهاشمي هو أشهر من استعمل هذا الأسلوب وبشكل مبتكر لدرجة فتحه قناة فضائية خاصة لنقل القصص الروائية العلاجية لخلطاته ويحاول أن يدخل الدين في تسويق بضاعته. استمع حديث الشيخ المطلق. (اضغط هنا لمشاهدة الفيديو)
العلامة الخامسة: من يؤمن بالاكتشاف الجديد يستدل بعادات قديمة لدعم الادعاء الجديد
هناك آيات قرآنية ( مثل العسل) و احاديث نبوية صحيحة ( مثل الحبة السوداء) لا يشك في مصداقيتها أي طبيب مسلم ، و لكن يستغل الكثير من المشعوذين والمتاجرين بصحة البشر والعلماء الزائفين العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لترويج ادعاءاتهم و أيضا يستعملوا العديد من القصص القديمة عن الأمراض وبأسمائها القديمة لكي يروجوا للاكتشاف الجديد. إن هذا الأسلوب للأسف منتشر في عالمنا العربي والإسلامي بشكل خطير. وخطورته في نظري أنه قد يُكفرك البعض ويمقت حديثك عندما ترد على ذلك العالم الزائف واكتشافه وعلاجه الخطير بكونه أتى لك بآية قرآنية أو حديث نبوي في سياق دعايته وأظهر لك الورع أو كان ورعًا بحق. بل قد يأتي بعضهم بحديث “ما انزل الله من داء إلا له دواء” لكي يستدل بأن مدعي العلاج الجديد قد يكون فعلا اكتشف العلاج! الوضع صعب جدًا وبشكل مقلق عندما تدخل في جدال ديني في قضية فيها ادعاءات كاذبة وافتراءات على البشر لكسب المال أو كان مدعي العلاج ممن صدق نفسه أن علاجه فعلا ناجح. أتمنى من أطبائنا ممن لديهم علم شرعي ويظهر عليهم التدين-وهم ولله الحمد كثر -أن يتكلموا ويتحدثوا عن مثل هذه الأمور ولا يتركوا من ينبري لهذه القضايا فقط الأطباء ممن هم أقل حظًا من العلم الشرعي، لأن الكثير من الناس قد لا يستمعوا لهم بل قد يشككوا في كلامهم فيردوا على كل ما من يحاول أن يوضح -أن المدعي ليس لديه علم أو أن ادعاءه خاطئ –بأسلوب الشخصنة لذاته لا لعلمه فقد يقولون إنه إنسان علماني أو إنسان مناهض للشرع وضد الدين. وكما يعلم الكثير منا أن غالبية الناس في كثير من أمورهم يحكمون بالعاطفة لا بالعقل.
العلامة السادسة: المكتشف أجرى أبحاث لوحده ومنعزل عن المجتمع البحثي الأكاديمي
تتمثل لك وبشكل متكرر صورة ذلك المكتشف وهو يعيش في قرية منعزلة في بيت ريفي أو في أقصى الوادي أو أعلى الجبل كأن لديه مختبرات سرية أو يتنزل عليه الوحي من فوق سبع سماوات. كأنك في أفلام الخيال العلمي في استديوهات هوليوود أو الأفلام الهندية في استديوهات بوليوود. إن الاكتشافات العلمية الحديثة أيها الاخوة والأخوات في معظمها هي نتائج أبحاث لعدة علماء ولسنوات متتالية وليست اكتشاف لحظة أو مصادفة. تتكرر القصص ونسمع من هنا وهناك وتُشد الرحال لهؤلاء “العلماء” ويتم حجز المواعيد ويتناقل اخبارهم الركبان في الواتس اب وكأن العالم كله جاهل وهم فقط العلماء ،هم فقط من خص
هم الله بكرامات علاجية متقدمة تنافس أكبر المختبرات ومراكز الأبحاث في أغنى الدول وأكثرها تقدمًا علميًا. ورغم هذا الوضوح الجلي تجد من يهمش القوانين الكونية التي وضعها الله والبديهيات العقلية التي زرعها الله في عقولنا ويرد عليك ويقول إن الله قد يخص بعلمه من يشاء وليس غريبًا أن يكتشف العلاج شخص في قرية منعزلة -وكأنك تنكر هذا الاحتمال -وإن حاولت أن توضح أن العلاج أصلا صعب ويحتاج لأبحاث وهذه أمراض مزمنة واكتشاف علاجها بهذه السهولة قد يكون صعب جدا فإنك تصبح في نظره شخص يتألى على الله وينكر أن الله على كل شيء قدير، وقد ينتهي بك النقاش بموعظة وتنبيه من خطورة الخروج من المله أو قد يسكت وهو يقول في داخله الله يهديه هذا الرجل في مأزق عقائدي خطير اسأل الله له السلامة ثم يضع بينك وبينه حجاب ويبتعد عنك.
العلامة السابعة: الاكتشاف الجديد لو كان حقيقيًا فسوف يؤدي إلى تغيير في القوانين العلمية
عندما نسمع نحن الأطباء والكثير ممن لديهم خلفية عن مرض ما ادعاءً باكتشاف دواء أو علاج معين نعرف بشكل مباشر أن الادعاء كاذب لأنه يتعارض مع بديهيات ومفاهيم متفق عليها علميًا ولا يمكن أن تكون حقيقة إلا إذا كان المستكشف أو الاكتشاف يأتي بحقيقة جديدة ويغير قوانين علمية متعارف عليها. إننا لو اضطررنا إلى تغيير قوانين معترف بها لكي نهضم ونستوعب كل ناعقٍ ومدعٍ لاكتشاف جديد فسوف نتعب كثيرًا وبالتأكيد ستكون عملية خاطئة ومجهده عندما نبدأ نشكك في قوانين مثبتة لأجل ادعاء مكتشف مشكوك في صحته. اذكر شخصًا اسمه الحركي “دهلي” من الجزائر مر علينا في منتدى الوراثة الطبية وبدأ حديثًا بفلسفة وعبارات لغوية معقدة لكي تعطيك انطباعًا وإحساسًا أنك أمام عالم أو طبيب وما إن تبدأ إلى أن تنتهي لا تفهم أي شيء من كلامه، فهو يريد فقط أن يزرع لديك الإحساس لكي تصدقه بأن لديه القدرة في علاج المرض بطريقة مبتكرة تقلب المفاهيم والحقائق العلمية الحالية وكل ما يصبوا إليه هو أن يقوم كل شخص – من أصحاب القشة- بتجربة الطريقة “على أمل”، ولو جربها ألف شخص منهم بقيمة ألف ريال فإنه سوف يكسب مليون ريال.
إخوتي وأخواتي حماكم الله من مدعي العلم والمتاجرين بصحة البشر:
هذه التحذيرات السبع من العلوم الوهمية حاول أن تستحضرها في كل خبر طبي أو علمي تسمعه خاصة عندما يصلك عبر الإعلام. وابدأ أولا بالنظر هل العالم نشر بحثه في مجلة محكمة وعلمية وما هو رأي العلماء في كلامه، ام أنه فقط امتطى
الإعلام ليروج لاكتشافه المزيف. إذا فشل في هذا الاختبار ففر منه كفرارك من الأسد هذا إن أردت أن تحمي وقتك ومشاعرك ولا تقع تحت رحمة مدعي العلم المزيف والنصابين والمشعوذين والمتاجرين بصحة البشر.
اخوتي: الخطورة في هذا الأمر أن هناك جيلًا جديدًا من مدعي العلاج-بعضهم من الحاصلين على شهادات علمية-تجاوزوا موضوع استعمال الأعشاب والعسل تعاونوا مع بعض من ضعاف النفوس من بعض الصيادلة و الأطباء ممن خانوا علمهم وجهزوا الخلطات والمنتجات المعلبة واستعملوا الأقراص والحقن بل وصل الأمر إلى استعمال تقنيات وابتكارات علمية حديثة مثل الخلايا الجذعية في التجربة على الناس. الخسارة ليست بالمال (علاج الخلايا الجذعية تكلف 100 ألف ريال سعوي) بل في الصحة ومخاطر قد تكون سرطانية ناهيك عن التعب النفسي والإحساس بالاستغلال والنصب والرجوع بخفي حنين في كل غزوة علاجية. والمتضرر هم اخوتنا واخواتنا من المرضى ممن قدر الله أن يصابوا بأحد الأمراض المزمنة التي لا يرجى البرء منها. فمثلا اقرأ أحداث قصة حقيقة لأم مريض مصابة بمرض الجلد الفقاعي من “طبيب استشاري لأمراض جلدية” من موقع الوراثة الطبية تنقل لنا تجربتها في تجربة علاج على ابنتها لم يقم أحد قبل ذلك بتجربته على مريض سابقًا.
..في النهاية:…
نحن نقول علينا أن نحافظ على الأمل (ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل) وعلينا أن نكون متفائلين أيضًا (تفاءلوا بالخير تجدوه) لكن علينا في الوقت نفسه ألا ننخدع ونركض وراء المحتالين والمخادعين والجهلة ومدعي العلم والذين يتطببون ويجربون في البشر من دون الحفاظ على الأخلاقيات الطبية المعروفة ولا نسمح لهم أن يلعبوا بمشاعرنا وعقولنا (لست بالخب ولا الخب يخدعني).
لا شك أن الطب الحديث عاجز أمام علاج الكثير من الأمراض بل إن الحقيقة هي أن معظم الأمراض المزمنة لم يكتشف الطب الحديث علاجًا لها وبلا شك أيضًا هناك ضعف في الخدمات العلاجية المقدمة في كثير من المراكز العلاجية الحكومية وغير الحكومية في العديد من الدول العربية بشكل عام وهذا أيضا له دور في انتشار هذا النوع من العلم الزائف، ولكن لكلٍّ منا عقل يفكر به ولا يترك هذا الخلل في الخدمات الصحية والطب الحديث يرميه في أحضان من يتلاعبون بآمال المريض وتفاؤله بالشفاء واستغلاله وإدخاله في مشاكل صحية ونفسية أخرى هو في غنى عنها.
إن الله تكفل بالدواء لكل داء ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم قال وعقب بعد حديثه المشهور “ما أنزل الله من داء إلا له دواء” فقال: “علمه من علمه وجهله من جهله” وواقعنا الحالي يقول إن الأطباء والعلماء وكذلك الزائفون منهم ما زالوا في مرحلة الجهل بالعلاج إلى أن يأذن الله بمن يأتي ويكتشفه. وأنت أيها القارئ إن كنت من أصحاب الأمراض المزمنة المستعصية على العلاج الشافي ما عليك إلا أن تنتظر هذا الاكتشاف وما عليك أيضا إلا أن تنتظر ظهور الخبر المفرح للجميع من أحد الفريقين، إما من عالم باحث في مركز علمي أو عبر وسائل الإعلام العديدة بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي ممن يسكن في قرية منعزلة أو في قمة جبل كان عالمًا زائفًا يتاجر ويجرب في البشر أو ممن سقط في الخديعة الذاتية. القرار دائمًا لك. فانتظروا إنا معكم منتظرون.
You must be logged in to post a comment.