لقد تزوج من اجنبيه! هكذا قالت أمي رحمها الله و هي تعلق على زواج احد أقاربي من امرأة من خا
رج قريتنا الصغيرة في نجد، مع أننا نعيش في العاصمة لكن الأفكار ذاتها مازالت موجوده على الرغم من مرور السنين. طبعاً أجنبية لا يُقصد بها أمريكية شقراء ولا روسية بيضاء ولا ألمانية فرعاء ! أجنبية أي أنها من القرية المجاورة التي تبعد عن قريتنا بضعه كيلومترات. كان و مازال المألوف في السعودية و في الكثير من البلاد العربية وأيضا الإسلامية أن يتزوج الرجل من ابنة عمه أو عمته أو خالته أو خاله. هل تعتقدون انهم كانوا يعرفون الأمراض الوراثية أو يقلقون من الإصابة بها؟
ما زلت أتذكر همسات جدتي لي رحمها الله و كأنها تبوح بسر بعد ما عرفت اني ادرس الوراثة الطبية قائله :هل تعلم أن أسرتنا مشهور فيها العمى؟! وأخذت تسرد لي عن بعض الأجداد البعيدين ممن أصيب بالعمى على كبر ،و لسان حالها يقول و هي غير متعلمة انه مرض وراثي حتى لو أصيب به الكبار يعني الأمراض الوراثية كانت معروفه و لكنها لم تقلق الناس ، لان الكوليرا و الجدري و الأمراض المعدية هي التي كانت لهم بالمرصاد في زاوية الطريق الطويل فتحصد القوي و الضعيف و الكبير و الصغير .استمرت جدتي في حديثها ذلك اليوم تسرد لي قصص امرأة من الأقارب تزوجت من ابن عمها وجميع أطفالها كانوا يموتون في سن مبكر ، إلى أن انفصلا و تزوج كلا منهما بشخص أخر و انجبا أطفال لم يصابوا باي مرض. إنها الوراثة ولكن برواية الأجداد و الآباء.
هل تعلم أن زواج الأقارب في السعودية يمثل تقريبا 55% من حالات الزواج و في بعض المناطق مثل منطقة المدينة و نجران تصل إلى 65% بينما في اليابان زواج الأقارب لا يتجاوز 1%. زواج الأقارب اصبح سمه ليس في العالم العربي فحسب بل حتى في العالم الإسلامي وكأن الإسلام يحث على زواج الأقارب. فالنسبة في العراق 58 % و في مصر 33% و في صعيد مصر تصل إلى 80% أما في لبنان فالنسبة 26% و هي الأقل بين الدول العربية. المستغرب أن هذا النمط أيضاً موجود في الشعوب الإسلامية الأخرى ففي باكستان61% و بين مسلمي الهند33% مع ان المعدل العام في الهند 12% . العوامل التي تزيد من زواج الأقارب كثيره منها العادات و الأعراف و المنطلقات الفكرية للآباء بخصوص المال مثلا و العزلة الجغرافية كالمهاجرين أو في مناطق و عره أو سكان المناطق نائية أو محدودة السكان و ضعف المستوى المعيشي و غيرها.
كنت اتحدت مع “بنات أفكاري” و أجادلهن في موضوع زواج الأقارب قالت لي أحداهن ! إن زواج الأقارب سنة! ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد تزوج من ابنة عمته زينب بنت جحش و قام بتزويج ابنته فاطمة إلى ابن عمّه علي رضي الله عنهم؟! و قفزت “بنت” أخرى بصوت جهوري و قالت علينا أن نشجع على زواج الأقارب و ليس هناك خطورة كما تدعي أيها الطبيب فسورة الأحزاب و بالنص تقول ” يا أَيهَا النَّبِيُّ إِنا أَحللْنا لكَ أزْواجكَ اللَّاتِي آتيت أجُورَهُنَّ وما ملكتْ يَمِينُكَ مما أفاء اللهُ علَيكَ وبناتِ عَمك وبناتِ عماتِك وبناتِ خالِك وبناتِ خالاتِكَ ”
حاولت أن ارد “عليهن” باحاديث مثل “تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس” ولكني اعرف أن هذا الحديث لم يرد بهذا النص عن رسول الله (ص) و كذلك حديث “اغتربوا لا تضووا” و الذي قد يكون من كلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. و لكني تداركت الأمر و تذكرت أن هناك حديث عن رسول الله (ص) انفرد به ابن ماجهِ و صححه الألباني عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَ) ” تخيَّرُوا لِنُطفكم وانكِحُوا الأَكْفَاء وأنكِحُوا إِليهِم” . فالحديث امر بالاحتياط وذلك باختيار الصفات الدينية و الخلقية و الخلقية قبل الزواج. وتذكرت أيضا أن الرسول(ص) في حديث ” تُنكحُ المَرأة لأربع ” لم يذكر منها أن تكون قريبه أو بعيده بل نصح باختيار ذات الدين وهذا يدل أن الأصل في اختيار الزوجة ليس القرابة و لا النسب. و أخيرا اذا كان رسول الله (ص) قد تزوج ابنة عمته – التي طلقها زيد بن حارثة و قد يكون لزواجه منها حكمة تحدث عنها العلماء – فلنعلم أن له ثمان من الزوجات ( يعني النسبة تقريبا 90%) لا يمت لهن بصلة نسب بل من هن من اسر و قبائل وشعوب أخرى! أليس هذا يعني (لو أخذنا بفكرة بنت أفكاري )أن من السنة أن يتزوج الشخص من الأباعد اقتداء بفعل الرسول (ص).امر أخر ألا ترى أن هناك أمور كثيرة في أصلها الإباحة و لكن في نفس الوقت الإفراط فيها قد يضر بالصحة؟. فعلى سبيل المثال الطعام بشكل عام مباح و لكن الإفراط فيه و أكل السكريات و الشحوم بشكل كبير يؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة. أن تناول اطايب الطعام في الأصل حلال ؟ أليس الأفراط في هذا الطعام يسبب المرض؟ كيف يحلل الشرع امر “قد يكون” فيه مضره؟ العسل أيضا ألا ترى أن فيه شفاء؟! كيف يكون كذلك و مريض السكر لو تناول علبه منه لانتهى به المطاف في العناية المركزة؟ المقصود أن زواج الأقارب في أصله الحل لكن الإكثار و المبالغة فيه مضر خاصة اذا كان بشكل مركب كان يكون الأجداد أقارب و الآباء أقارب و يتبعه زواج أحفادهم !! يعني ما في البلد إلا هذا الولد؟!
سكتت البنتان و لكن قفزت بنت ثالثه عنيده و قالت لكن هناك صفات في الأقارب لا توجد في الأباعد وهي صلة للرحم ،و القريبة معروفه صفاتها و أخلاقها و هي اكثر صبرا! قلت لها مبتسما صحيح أن هناك صفات في الأقارب قد لا توجد في الأباعد ولكن أيضا هناك صفات في الأباعد قد لا توجد في الأقارب و أيضا هناك صفات “مضره ” في بعض الأقارب و أيضا أخرى مضره في بعض الأباعد و لذلك قالت العرب قديما الغرائب أنجب و بنات العم أصبر.
تشابه الجينات كل فرد منا لديه تقريبا 21 ألف جين . كل جين يوجد منه نسختان يرثها الإنسان من والديه عبر الحيوان المنوي و البويضة. في كل بويضة او حيوان منوي نسخة واحده من هذه الجينات لكي تخلق أعضاءه و يؤدي جسمه وظائفها الطبيعية. و بما أن هذه الجينات قابله للعطب ( و هذا ما يسمى بالطفرة) فان كل إنسان يحمل على الأقل 12 جين به طفرة. لكن هذه الطفرات لا تسبب مشاكل صحية لان الطفرة موجوده فقط في نسخة واحد بينما الأخرى سليمة. تحدث الامراض الوراثية المتنحية عندما تكون كلا النسختين من الجين فيها طفرة .تحث هذه عندما يعطي كلا الابوين نسخة معطوبة لطفلهم..لكن يشترط لظهور المرض ان تكون الطفرة في نفس الجين و ليس في جين اخر. و لذلك من لطف الله بنا أن كل إنسان بشكل عام لديه طفرة في جين مختلف عن الشخص الاخر. و لكن بالطبع قد يتصادف ان يكون هناك شخصان يحملان نفس الطفرة في نفس الجين ، هذا الاحتمال يكثر كلما كانت أصول الشخص واحدة. أي أن الشخص الذي لديه جين اسمه (أ) معطوب فان هناك احتمال أن تكون أخته و أخيه و أبنت عمه أو خاله أو خالته أو أي شخص يربط به نسب لديه نفس الجين أو الجينات المعطوبة. و لو قدر الله أن يتزوج احدهما من الأخر و كلاهما يحمل جين به طفرة فقد يقدر الله و يعطي كل منهما الجين المعطوب لطفلهم (عبر البويضة و الحيوان المنوي) فيصاب طفلهم بالمرض المتنحي.
أتذكر قصة زوجين قدر الله أن أعيش معهم أخر مراحل قرارهم في الانفصال رغم محاولتي أن أوفق بينهم و أعطيهم حلول أخرى لتفادي إصابة أطفالهم من مرض وراثي متنحي و لكن لم انجح لان الجروح كانت عميقه و الأحداث مأساوية وحال الأطفال و وضعهم الصحي يدمي القلب قبل العين ..كانت قصة لزوجين أبناء خالة تزوجا بعد قصة حب لكنها انتهت بطلاق و ضياع طفلين مصابين بأحد الأمراض الوراثية المنتشرة بالسعودية. انعكس هذا الخلاف بين الزوجين و الطلاق إلى خصومة بين الأقارب بل بين الأختين أمهات هؤلاء الزوجين. فزواج الأقارب قد يصل في الرحم لكن أيضا قد يقطع الرحم و لا يوجد بيوت ليس فيها خلافات زوجية إلا ما رحم ربي.
في المقابل لا يضمن من يتزوج من الأباعد أن تكون ذريته كذلك سليمة! اذكر احدى الأخوات الفاضلات من دولة عربية قريبة تقول أنا الوحيدة من أخواتي الاتي تزوجت من خارج الأسرة و تابعت قائلة و لكني أنا ايضاً الوحيدة التي رزقني الله بطفلين مصابين بمرض من أمراض التمثيل الغذائي مع حموضة شديدة في الدم و انتكاسات متكرره و هو مرض وراثي متنحي يكثر في زواجات الأقارب. نعم زواج الأباعد لا يضمن لك أن يكون طفلك سليم لكن الحقيقة التي ليس فيها جدال طبياً تقول : إن احتمال الإصابة بمرض وراثي متنحي تقل كل ما ابتعدت عن زواجك من قريبتك أو قريبك ( و لكن لا تصل النسبة إلى 0% إطلاقا) و تزداد كل ما تزوجت من قريبتك أو قريبك ( و لكن أيضا لا تصل النسبة إلى 100% إطلاقا) . وانا اكتب هذه الأسطر اذكر القصة التي رواها لنا احد الأساتذة و نحن في كلية الطب و قبل إن يتم فرض الفحص الطبي قبل الزواج بالسعودية عن رجل من جنوب السعودية رزقه الله بأطفال مصابين بمرض الأنيميا المنجلية و هو مرض وراثي متنحي يكون فيه الأبوين ناقلين للمرض و له علاقة بالقرابة في بعض الأسر. قام ذلك الرجل بالزواج مره أخرى و لكنه تزوج بابنة عمه الأخر! فتزوج و انجب أطفال أخرين مصابين بنفس المرض .لم يكلف نفسه أن يبتعد عن أقاربه و لا حتى أن يقوم بفحص الطرف الأخر عن هذا المرض. بل اذكر احد الاباء ممن رزقهم الله بطفل مصاب بمرض وراثي اخر اسمه متلازمة جوبرت اتصل بي بالامس القريب و كان يستفسر عن نتائج الفحوصات الوراثية .قال لي انه طلق زوجته و تزوج بامرأه اخرى قلت له من تزوجت قال تزوجت ابنت عمي الاخرى و مع مزيد من التوضيح تبّين ايضاً قريبتة من جهة أمّه!! للاسف قد تكون زوجته الثانية ناقل للمرض فقط اجهضت زوجته تلقائيا مرتين متتاليتن قررنا متاخرين ان ننتظر و نفحصها لعل الله يلطف بحالهم ! بالمختصر و بلغة الأرقام إذا لم يوجد في العائلة إي مرض وراثي ، فإن نسبة احتمال إصابة طفل بمشكلة خلقية من أبوين لا تربطهم صلة قرابة هي 3% و لو كان الأبوين تربطهم علاقة نسب(أبناء العم أو أبناء العمة أو الخال أو الخالة )فالنسبة تتراوح بين 4% إلى 6%. قد لا يخيفك هذا الرقم ! لكن عليك الانتباه إلى أن هذه النسبة تقريبا هي ضعف النسبة في حالة زواج الأباعد.
قالت احد الأمهات و كان بجوارها زوجها بعد أن انتهيت من فحص ابنها في عيادة الوراثة و التعرف على مرض ابنها و تشخيصه على انه مرض وراثي معروف فسألتني و أضمرت الإجابة في السؤال قائله هل سبب مرض ابني هو أننا أقارب؟ و لو فحصنا قبل الزواج لكان بالإمكان تجنب الإصابة ؟ طبعا لم يكن مرض ابنها مرض وراثي له علاقة بالقرابة إطلاقا بل كان طفرة جديدة لمرض من الأمراض السائدة و ليس المتنحية و لذلك لم يكن للقرابة دور في الأمر كذلك الفحص قبل الزواج لم يكن ليكتشف مثل هذه الحالات لأنها طفره جديدة و و الفحوصات الوراثية لا تكشف الطفرات الجديدة التي قد تظهر في المستقبل ، فالطفرة الجديدة حدثت في البويضة أو الحيوان المنوي الذي خلق منه الطفل و هذه لا يمكن التنبؤ به بالفحوصات الوراثية للزوجين،.ما أريد أن اصل إليه هو أن زواج الأقارب ليس سبب لكل المشاكل الخلقية و الوراثية بل له دور مهم في بعضها.
في احد النقاشات الإلكترونية بموقع الوراثة الطبية عن زواج الأقارب كان هناك مؤيدون و آخرون معارضون لزواج الأقارب و مجموعة ثالثه ليس له قرار واضح .اذكر احدهم حين قال معبراً عن رأيه حول هذه القضية انه اذا لم يوجد في الأسرة مرض وراثي و تم إجراء فحص قبل الزواج و كان الفحوصات سليمة فالزواج امن وليس هناك خطورة. طبعا فات على صاحبنا أن يعلم إن عدم وجود إصابة في الأسرة لا ينفي عدم وجود أشخاص ناقلين لأمراض وراثية في الأسرة ،فالناقل للمرض لا تظهر عليه اي اعراض. بل إن الحقيقة تقول أن جميعنا حاملون لأمراض وراثية ،على الأقل 12 مرض و الأبحاث الجديدة تقول أنها تتجاوز 50 مرضاً أو اكثر. كذلك إلى الآن لا يوجد فحوصات شاملة عن كل الأمراض الوراثية و السبب هو أن العديد من الأمراض الوراثية ليس لها فحوصات و لكن ظهرت حديثا تقنيات جديدة بإمكانها فحص جميع الجينات المعروفة وهي 21 الف جين دفعه واحده لكنها لم تدخل ضمن برامج الفحوصات قبل الزواج على مستوى العالم لأنها باهضه التكاليف ، فالفحص الواحد قد يكلف 30 الف ريال تقريبا. فلذلك التوصيات الحالية بخصوص الفحص قبل الزواج هو إجراء الفحص الرسمي من الدولة و يضاف له تحاليل وراثية أخرى خاصه حسب شجرة العائلة وما يظهر فيها من أمراض فإذا لم يوجد مرض معين أو مشخص في الأسرة فانه يصعب إجراء فحص عشوائي يطمئن الأسرة في حال زواج الأقارب. فلذلك الحل هو الابتعاد قدر الإمكان، فزواج الأباعد اقل خطورة من زواج الأقارب، و أعقلها و توكل!
يعتقد الكثير ممن تزوجوا من أقاربهم وليس في عائلاتهم مرض وراثي معروف أن زيادة احتمال إنجاب طفل مصاب بمرض وراثي ليس كافياُ لمنعهم من الزواج. وبالطبع لا يستطيع أحد منعهما من الزواج وإنجاب الأطفال وليس للأطباء ولا حتى أخصائيو الوراثة الحق في منعهم، ودائما يكون القرار لهم وحدهم ولأوليائهم. و يقتصر دور الطبيب فقط إعطاء الاحتمالات (بالأرقام إن أمكن) وشرح بعض الأمراض التي يترجح لديه أنها قد تحدث ويساعدهما إن أمكن في تجنب هذه الأمراض لو تم الزواج.
هناك أمور من المهم تذكرها:
– زواج الأقارب بشكل عام أكثر عرضة من زواج الأباعد في الإصابة بالأمراض الوراثة و الخلقية.
– في الوقت نفسه معظم زواج الأقارب بشكل عام ينتج عنه أطفال أصحاء و لا تحدث المشاكل الوراثية الا في بعض الأسر.
– احتمال حدوث مرض وراثي أو خلقي هو تقريبا الضعف حين مقارنة زواج الأقارب و زواج الأباعد.
– الأقارب لديهم احتمال أن يرثوا نفس الجين المعطوب فيكثر في الاسرة الأشخاص الحاملين للامراض.
– الفحص قبل الزواج قد يساعد في تجنب بعض الامراض الوراثية لكنه ليس كافياً.فلذلك تجنب زواج الاقارب هو الافضل .
– الاستشارة الوراثية قد تكون مساعدا في ضمان حسن الاختيار أو التنبؤ بأمور يمكن تجنبها بإذن الله.
د. عبد الرحمن فايز السويد
استشاري الوراثة الإكلينيكية وطب الأطفال
مدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض
25 فيراير 2014
هل مرضك ميؤوس منه؟ لدينا العلاج! النصائح الذهبية 7 لمعرفة مدعي الطب والعلم لتحميل نسخة للقراءة بصيغة بي دي اف اضغط... النصائح الذهبية 7 لمعرفة مدعي الطب والعلم Read more
هل الوراثة هي نفسها التوارث؟ ماذا عن دور العين والسحر ؟! لتحميل المقال على شكل بي دي اف دخل الجد مزمجرًا متوعدًا إلى... هل الوراثة هي نفسها التوريث؟ Read more
You must be logged in to post a comment.