أنتِ أفضل لعبة لطفلك!
بقلم لورين لوري: أخصائية معتمدة في مؤسسة هانن في مجال أمراض النطق واللغة والتخاطب
هل تعلمين أن لديك بالفعل أفضل لعبة لتطوير اللغة في منزلك؟
أنت لم تقومي بشرائها من متجر! ولم تكلفك أي شيء.
إنها محمولة وقابلة للتكيف!
وأفضل ما في الأمر هو احتواؤها على أطنان من المتعة!
لقد أحب طفلك اللعب بها أكثر من أي لعبة أخرى.
فلذلك أفضل لعبة لطفلك هي … أنتِ!
عندما تلعبين أنتِ وطفلك معًا بدون أية ألعاب، ستصبحين أنتِ اللعبة. يحدث هذا أثناء الألعاب الاجتماعية مثل الاختباء تحت البطانية، الدغدغة، ركوب الظهر كالحصان أو حتى المطاردة. نطلق على هذا النوع من الألعاب الاجتماعية “الألعاب البشرية” لأن هذه الألعاب تتضمن فقط الأشخاص وليس الألعاب.
ما هي الألعاب البشرية؟
هي ألعاب اجتماعية يتم لعبها مع أشخاص وليس ألعاب. في ما يلي بعض الأمثلة على ألعاب الأشخاص المألوفة:
- الدغدغة
- الاختباء تحت البطانية
- ركوب الظهر كالحصان
- طاق طاق طاقية
- الألعاب التي يتم لعبها باليدين مثل ”فطوم فطوم فطومة”
- المطاردة
- الاستغماية (الاختباء والبحث)
بعض هذه الألعاب موجودة في كتاب كيف أنمي كلام طفلي، بالإضافة إلى إرشادات حول كيفية تنمية مهارات الكلام والتخاطب لدى الأطفال لتشجيع وتطوير وسائل الاتصال بين الطفل و من حوله. تجدين هذا الكتاب المجاني في الرابط التالي:
مزايا الألعاب البشرية لتطوير اللغة
هناك العديد من المزايا لهذه الألعاب عندما يتعلق الأمر بمساعدة الأطفال الذين لديهم تأخر في تطور اللغة:
- فهي تسهل تركيز الطفل عليك. فمن الصعب جدًا على بعض الأطفال تبديل انتباههم ذهابًا وإيابًا بين الأم واللعبة، كما أن الانتباه الذي يمكن أن نركزه على التعلم من الأم يضيع بمحاولة التركيز على اللعبة . ولكن أثناء ألعاب الأشخاص، يحتاج طفلك أن يركز عليك فقط، وهذا يسهل عليه الانتباه إلى الأفعال والأصوات والكلمات التي تستخدمينها أثناء اللعبة.
- أيضًا تسهل عليك التركيز على طفلك: لأنك أنت وطفلك فقط وليس هناك لعبة مجسمة، فمن السهل عليك أن تلاحظي طرقه الخفية في التواصل وتستجيبي لها.
وجدت دراسة حديثة أن آباء الأطفال الذين يعانون من تأخر شديد في التواصل يميلون إلى متابعة ما يقوم به طفلهم وأن يكونوا أكثر استجابة لهم أثناء اللعب الاجتماعي مقارنة باللعب مع لعبة.
- يتم لعب الألعاب البشرية بالطريقة نفسها في كل مرة: يتيح لك هذا التكرار استخدام نفس الأفعال والكلمات مرارًا وتكرارًا. ولهذا السبب، من الأسهل على طفلك أن يتعلم هذه الكلمات والأفعال، وأن يعرف كيف ومتى يشارك في اللعبة.
- يمكن للأطفال ممن لديهم تأخر لغوي المشاركة في الألعاب البشرية: هناك العديد من الفرص غير اللفظية لطفلك للمشاركة لأن الألعاب البشرية عادة ما تتضمن إجراءات أو حركات. إذا كان طفلك يستخدم كلمات، يمكنه المشاركة بقول شيء ما عند التوقف والانتظار خلال لحظة يمكن التنبؤ بها أثناء اللعبة.
- يمكنك أن تنشئي الألعاب البشرية الخاصة بك: أحيانًا تكون أفضل الألعاب البشرية هي تلك التي ينشئها الأهل لطفلهم بناءً على اهتماماته. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يحب القفز، فإن صنع لعبة أو أغنية بينما يقفز الطفل على السرير أو الترامبولين يمكنه أن يكون محفزًا للغاية. عندما تنشئين لعبتك الخاصة، يمكنك تخصيصها للأهداف اللغوية لطفلك. يمكنك استخدام كلمات وعبارات بسيطة ومتكررة تناسب مستوى طفلك اللغوي.
- الألعاب البشرية ممتعة!: غالباً ما تدور هذه الألعاب حول أغنية يستمتع بها طفلك أو عمل يحب القيام به مثل الجري أو القفز. وهذا يجعلها ذات سياق ممتع لتعلّم التواصل.
وضع استراتيجيات في ألعاب الأشخاص الخاصة بك
يمكن أن تكون الألعاب البشرية أكثر من مجرد دغدغات وضحكات، يمكن أن توفر أيضًا فرصة رائعة لتشجيع مهارات التواصل لدى طفلك. يمكنك القيام بذلك عن طريق استخدام الاستراتيجيات التالية:
- ابدئي بنفس الطريقة في كل مرة: سمِّي اللعبة ونادي طفلك للّعب معك باستخدام اسم اللعبة “دعنا نلعب الدغدغة” إذا كان ممكنًا، قومي بفعل أو إيماءة عندما تقولين اسم اللعبة (على سبيل المثال، ضعي يديك في مكان الدغدغة) لمساعدة طفلك على فهم كلماتك. البدءِ باللعبة بنفس الطريقة في كل مرة يساعد طفلك على فهم كلماتك ومعرفة ما يمكن توقعه.
- خطّطي لدور طفلك: فكري للحظة في اللعبة عندما يتمكن طفلك من المشاركة بطريقة ما. ربما يمكنه أن يظهر لك أنه يريد المزيد من اللعب بمجرد انتهائه وذلك بتحريك جسده أو النظر أو الوصول إليك. ربما يمكنه أن يصدر صوتًا أو يستخدم كلمة. قد يحاول الأطفال الأكثر قدرة لفظية قول عبارة رئيسية أثناء اللعبة( على سبيل المثال، “لقد وجدتك!” خلال لعبة الاستغماية)
- عدّلي الروتين حتى يتمكن طفلك من تبديل الأدوار: يمكنك التعديل على اللعبة من خلال الإيقاف المؤقت في لحظة رئيسية فيها للسماح لطفلك بالمشاركة. معظم الألعاب لديها نقطة ذروة وهي الجزء الأكثر متعة من اللعبة!، مثلا عندما تأتي لحظة دغدغة طفلك في نهاية أغنية ما. التوقف المؤقت قبل نقطة الذروة يبني الإثارة ويشجع طفلك على المشاركة حتى تستمر اللعبة. يمكنك تشجيع طفلك على المشاركة بشكل أكبر من خلال إعطائه تلميحًا، مثل الانحناء نحوه، أو فتح عينيك بشكل واسع مع الترقب، باستخدام إيماءة أو فعل لتذكير طفلك بما يجب فعله، أو طرح سؤال ما: ”هل تريد المزيد من الدغدغة؟”
- كرّري نفس الأفعال والأصوات والكلمات: يساعد هذا التكرار طفلك على تعلم ما سيأتي بعد ذلك، وتعلم الكلمات التي ترافق كل جزء من اللعبة.
- حافظي على النهاية كما هي دائمًا: اجعلي طفلك يعرف أن اللعبة انتهت بأن تقولي أو تفعلي الشيء نفسه في كل مرة تلعبين فيها معه. هكذا سيعرف طفلك أن اللعبة قد انتهت. النهاية الثابتة للعبة ستعلمه أيضًا طريقة لإنهاء اللعبة بنفسه. بعض الألعاب لها نهاية طبيعية. إذا لم تكن للعبتك نهاية طبيعية، يمكنك قول شيء مثل “لا مزيد من الدغدغة. انتهينا!“
لذلك أبعدي الألعاب لبضع دقائق ودعي طفلك يلعب مع أفضل لعبة في منزلك! وعن طريق إضافة الاستراتيجيات التي ذكرناها سابقًا إلى ألعاب الأشخاص، ستحصلان على وقت رائع معًا، وستوفرين لطفلك فرصًا جديدة للتواصل.
ترجمة:
بلسم زبيدي
مراجعة لغوية:
د. عبدالرحمن السويد
المصدر
http://www.hanen.org/Helpful-Info/Articles/you-are-childs-best-toy.aspx