[learn_more caption=”بطاقة معلومات” state=”open”]
أيمن وأمجد
من مدينة عمّان – الأردن
تاريخ الميلاد: أيمن 17/6/1962 :: أمجد 4/3/1965 -29/7/2011 رحمه الله
قصتنا من البداية ترويها أختنا الحبيبة انتصار الخطيب
— حُرّرت في 15/9/2012
[/learn_more]
[learn_more caption=” أنتم معنا جعلتم لحياتنا معنى” state=”close”]
أحبتنا الداون هم من يشعرونا بقيمتنا في هذا الوجود ربنا سبحانه وتعالى إن أحب عبدا سخر له عملا صالحا يشغل وقته به وبفضل الله تعالى أنا شخصبا أرى نفسي وقد نذرتها تطوعا ورغبة وحبا في خدمة فئة من أشد الناس قربا إلى قلبي – كيف لا وقد خصني الله تعالى با ثنين من أقرب الناس قربا لقلبي هما أخي الأكبر أيمن وأخي الآخر أمجد – نموذج للأخوة فريد لا يعلمه إلا من أكرمه الله بمثلهما
قصتي مع الداون سندروم بدأت منذ بدأت الوعي على هذه الحياة حيث أكبر أخي أيمن ثلاث سنوات فقط فهو الابن الأكبر وأنا البنت الكبرى للأسرة —
لم يدر بخلدي يوما ما وبعد كل تلك السنوات أن يكون لتسجيل تفاصيل خاصة تصبح بهذا العموم – ما كنت لأسجل هذا الخاص لولا أهمية هذا العام – ما كنت لأسجل هذه الخواطر والذكريات لولا إيماني التام بأن هناك من يتوق للتعرف عليها – وإيماني بأن هناك جمعا ما يهتم بهذه الخطرات ليتخذها نبراسا لعله يهتدي بها ليطمئن ليتعرف ليعرف أو لكل ذلك جميعا – لأن من عادة البشر تبادل الخبرات والتجارب – هنا يصبح الخاص عاما ولن أبخل عليكم بالمعلومة بالفكرة بالعبرة أنى احتجتموها من أجل التواصل والمزيد من الفائدة –
أخي الغالي أيمن كان يصنف على إنه إعاقة عقلية بسيطة كنا نحمد الله على بساطتها لاننا نعرف إنها أخف التصنيفات وطأة في هذا المجال ونحن بفضل الله تعايشنا معه على أنه إنسان عادي له كافة الحقوق وعليه واجبات وله كل الاحترام والتقدير المتبادلين نشأ أيمن في جو أسري نال ما نال من الاهتمام والرعاية نشأ وترعرع وتعلم وتدرب فأحب وأخلص وأوفى وصدق وعاهد
أخي أيمن إنسان مؤدب مهذب احتماعي يميل للتدين يحب سماع القرآن الكريم والأناشيد الإسلامية – إنسان يشعر بالانتماء لوطنه لأرضه لبلده – إنسان قدم من عرق جبينه وترك بصمة خالدة في مجال نجاح تأهيل الداون سندروم للعمل حيث واظب ولمدة خمسة عشر عاما في شركة سوفت للورق الصحي كان أيمن خلالها مثال العامل المواظب المجد
أيمن مثال الإنسان الملتزم صادق لا يعرف الكذب ولا الخداع صريح وواضح غير منافق
أيمن وضاء الوجه جميل المحيا حسن الخلق والخلق يحبه كل من يعرفه من قريب أو بعيد –
أيمن إنسان بار بوالديه حنون عليهما ويداعب الأطفال ويهتم بالكبار منهم هو عمهم والمقرب منهم وهي ذات العلاقة مع بنات وأولاد خواتي الأخريات فهو لهم كذلك الخال المميز بوده وحبه إنها أخوة ذات معان حقيقية قل نظيرها – لانها علاقة أخوية متبادلة الشعور والمشاعر
ولا يخفى على أحد تميزنا وتفضل ربنا علينا بأخ آخر داون سندروم أمجد حيث توفاه الله عن عمر ناهز السادسة وأربعين عاما وقد أتم من شهرين عامه الأول رحمة الله عليه وعلى جميع أموات المسلمين ولم يكن هذا الأمر يشكل لأسرتي ألما وحزنا كما قد يتوقع البعض لان والدي ووالدتي أدركا بإيمانهما بفضل وكرم الله عليهما فقد اصطفاهما وأنعم عليهما الله أيما إنعام !!! –
وها هي تمر السنون ويصبح أخي ورفيق دربي أيمن بالخمسين من عمره الميمون ويكون لي شخصيا من فضل الله وكرمه ما يكون ولولا تفضل الله علي بوجود أيمن وأمجد و ما كانت لحياتي هذا الشأن الذي استشعره لا تكبرا ولكن فضلا وأدبا مع رب العالمين – فعلا كل إنسان خلق لما يسر له – وأن رب العالمين يسر لي في حياتي أيمن وأمجد – هما أخواي اللذان أكرمني الله بهما وهما اللذان أشرف بصحبتهما- أحياء وأمواتا – فلهما مني ما يستحقان ولي منهما ما يجعلني أكثر الناس فخرا وعزا وفضلا
– دوما نقول نحن مع أحبتنا الداون ولأجلهم نواصل المسير على أمل الوصول لأفضل حال بإذن الله تعالى[/learn_more]
[learn_more caption=” أم النافعين: أم أيمن و أمجد” state=”close”]
أماه … يا أم النافعين … يا أم أيمن وأمجد… أماه أنت من أنجبت النافعين .. أنت من ربيت النافعين .. أنت من علمت النافعين … أنت من دربت النافعين … أنت من قدمت للوطن من خيرة أبنائه النافعين ..
أسرتي الغالية لقد ناهزت أمي الآن الثمانين من عمرها .. ما كلت وما ملت .. ما هانت وما ضعفت .. وما عجزت وإن عجز وضعف جسمها .. وخارت قواها فما هان ولا ضعف عزمها وعزيمتها … إنها وإن حظيت بنعمة النسيان لن تنسى أبدا أنها أم أيمن وأمجد لأنهما من خاصة أفراد البشر .. من أفضلهم وأكرمهم عند الله تعالى … إنهم أماه .. ذخرك الدائم وسندك المتواصل وعملك المأجور .. وقصرك المعمور ومكانك المرموق … وكرامتك المصانة .. وحقك المحفوظ وقدرك المكتوب ..
أماه لم تثنك كلمة (يا حرام عندها أولاد اثنين مش نافعين ) .. مش نافعين … هكذا كان الناس ينعتون أيمن وأمجد .. أرأيتم أكثر من هكذا أسى ؟؟!!وهكذا ألم ؟؟!.. أكثر من هكذا حقيقة مرة .؟؟!!..
أولادك أمي نافعين .. ناجحين .. أولاد ك والدتي فخرك وعزك .. نافعين .. نافعين
كم ذرفت أماه من الدموع ؟؟! كم تجرعت ألم الحسرة والقهر ؟؟! كم ساورتك نفسك للاستسلام ؟؟! لكن لا .. لا وألف لا ..
هذه الدموع وهذه الحسرة وهذا الضعف خلق في نفسك خليطا من التحدي والقوة خلق مزيجا من العزم والصمود خلق نوعا من الإصرار والإرادة .. خلق منك إمرأة عصامية لا يقف طموحها عند حد ولا يقف أمامها أي سد فكل الطرق أمامك أماه مشرعة .
ابنك البكر أيمن وإن اختلفت خصائصه وشكله وميزاته عن بقية البشر – وما أجمله – لكنك جعلت من هذا التميز أثرا نافعا وأثرا إيجابيا وقدوة للغير.. .ابنك الصغير كبر في أكناف حضنك الدافئ وعقلك الراجح .. ابنك الأول تيمنت به الخير فسميته أيمن فكان لك ما أردت وكان لك ما تمنيت .. فأيمن الخير هو كل الخير .. لم تترددي أماه في التفرغ لفلذة كبدك تركت عملك في سلك التعليم لتتفرغي لطفلك فأصبح أيمن كل مدرستك .. خرجت من مدرسة التعليم إلى مدرسة الحياة فحياتك أيمن .
وشاءت إرادة الله أن يزيدك من فضله ونعيمه فمنحك ووهبك بابن آخر يماثل أيمن شكلا وخصائصا .. فسميته أمجد ليكون لك مجدا وعزا وفخرا وكان لك ما أردت .. ما تذمرت وما ضجرت وإنما صبرت واحتسبت .
أماه لم تستمعي للأقاويل ولا لكلام الحاسدين ولا لشماتة الحاقدين ولا حتى لشفقة المقربين … أماه إلى الله توجهت وبالليل ناجيت وعليه توكلت فكان نعم المولى ونعم النصير .
كانا جل همك قدمت لهما بفطرتك السليمة ما يقدمه العلم الحديث من برنامج منزلي للتدخل المبكر… (البورتيج ) كان البورتيج الذي استخدمته معينا لهما وهاديا لحياتهما .. تدرجت معهما وتقدمت بهما.. تقربت لهما فقدماك عنهما .. زرعت لهما الأرضية فحصدت الثمار .. ثمارك أمي يانعة .. ناضجة .. مفيدة .. نافعة نعم نافعة ..
لم تتوفر مصادر المعرفة الحديثة من نت ومواقع الكترونية وغيرها .. وحتى مؤلفات الكتب لم تكد تكن متوفرة كما هي عليها الآن .. لكنك أمي أصبحت تتابعين الراديو والتلفزيون والجرائد لعلك تقرأين خبرا أو تكتسبين معلومة … وبالفعل حانت لحظة التغيير عندما قرأت إعلانا لمكان يهتم بهما ( المؤسسة السويدية ) قصصت الإعلان وتوجهت حيث المكان يا الله إن المكان بعمان وأنت تسكنين الزرقاء .. لا بأس سرت وتوجهت وسجلت ابنيك وتمت الموافقة وتم القبول .. لم يبق إلا مكان السكن ..ما ترددت وعزمت الرحيل متوجهة إلى عمان .. حيث المصير .. وآثر معك الأب الحاني أن يقطع المسافات يوميا حيث مكان عمله المهم عندهما هو مكان أيمن وأمجد .. ومضى الحال وسارت السنون وكنت أبي تقطع المسافات بالمواصلات تستيقظ مبكرا تطبع قبلة الحنان على وجنتيهما .. تودعهما وتسير لعملك وتعود لتطمئن على أحوالهما .. استودعتهما أمانة بيد زوجتك وأم أولادك فجدفت معك المركب إلى حيث شاطئ الأمان .. وتأهلا من خلال هذه المؤسسة للعمل فانتظم أيمن بالعمل بشركة سوفت للورق الصحي لمدة خمسة عشر عاما .. كان عاملا وموظفا مواظبا منتجا نافعا نعم نافعا – وقد ذكرت قصة عمله سابقا – .
وأخي أمجد انتظم في مشغل نول لصناعة البسط والسجاد – سأذكر قصته لاحقا بإذن الله – فكان عاملا مواظبا منتجا نافعا نعم نافعا .
يا أم النافعين يا أم أيمن وأمجد يحق لسيرتك العطرة أن تسجل بماء الذهب ثناء وشكرا وتقديرا .. وهيهات هيهات أن توفيك حقك ويكفيك فخرا وعزا وكرامة من الله عز وجل وهو الذي ميزك في الدنيا و وعدك بتميزك في الآخرة … هنيئا لك بأجر الدنيا وثواب الآخرة ..
موضوعي هذا أقدمه لكل أم قد تعاني من مرارة الأسى والحسرة في داخلها من أن ابنها أو ابنتها داون سندروم .. أسرتي .. ابنكم الداون هو ذخركم الباقي ونعيمكم الدائم وعملكم الصالح
نعم أخواتي أمهات الداون سندروم ثقتي بكن كبيرة وأعلم تمام العلم إنكن نماذج مضيئة يهتدى بها تماما مثل أمي .. فكل أمهات الداون أمي بمثابرتها وعطائها – بصبرها وثباتها – بعزها وفخارها – كلكن أمهات الداون سندروم أمهات نافعات نعم نافعات فكل أمهات الداون سندروم مثل أمي – فلكن أن تفتخرن بأنفسكن وحق لكن ذلك – فكل تحايا التقدير والاحترام نزجيها لكن واحدة واحدة[/learn_more]