بقلم: لورين لوري – مؤسسة هانن
من المحتمل أنك في مرحلة ما من حياتك، وجدت نفسك في موقف غريب بعض الشيء تضطر فيه إلى إجراء محادثة مع شخص لا تعرفه جيدًا. ربما سألت هذا الشخص بعض الأسئلة، على أمل أن يظل الحديث بينكما مستمرًا. نستخدم هذه الاستراتيجية نفسها مع الأطفال الصغار، على أمل أن يشجعهم طرح الأسئلة على التحدث ويساعدهم على إجراء محادثات قليلة معنا. في بعض الأحيان ينجح هذا الأمر ولكن في كثير من الأحيان لا ينجح. ستجدون في المقال التالي إجابات لبعض الأسئلة التي قد تكون لديكم حول كيفية استخدام الأسئلة بفعالية لبناء مهارات اللغة والمحادثة لدى طفلك.
هل الأسئلة هي أفضل طريقة لتشجيع طفلي على التحدث؟
الأسئلة هي إحدى الطرق لمساعدة الأطفال على المشاركة في المحادثة، ولكن توجد طرق أخرى قد تكون فعالة أكثر في تشجيع الأطفال على التحدث:
- توقف مؤقتًا وانتظر – بعد أن تفعل أو تقول شيئًا، انتظر (دون أن تقول أي شيء) أثناء النظر إلى طفلك كما لو كنت تتوقع منه أن يأخذ دوره في المحادثة. في كثير من الأحيان، إذا انتظرت فترة كافية، فسيقول طفلك شيئًا ما.
- قم بالتعليق –بدلاً من طرح السؤال “ماذا تفعل البنت؟”، يمكنك تحويله إلى تعليق بالقول “أوه، لقد كسرت الكرسي!”، ثم انتظر حتى يقول طفلك شيئًا ما. من المستحسن موازنة أسئلتك بالتعليقات عند التفاعل مع طفلك للتأكد من عدم إغراقه بالكثير من الأسئلة.
ما هي أفضل الأسئلة التي يمكن طرحها على الأطفال الصغار؟
نود جميعًا التحدث عن الأشياء التي تهمنا، والأطفال لا يختلفون. لتشجيع المحادثة مع طفلك، يجب أن تكون أسئلتك صادقة وقائمة على اهتماماته. إذا جاريت طفلك، فستكتشف ما يريد التحدث عنه. يُعد طرح الأسئلة حول تجارب طفلك طريقة جيدة لتشجيعه على تبادل الأدوار في المحادثة.
تميل الأسئلة التي لا تكون صادقة أو غير قائمة على اهتمامات الطفل إلى أن تصبح ”أسئلة اختبارية”. تهدف الأسئلة الاختبارية إلى جعل الطفل يظهر لنا ما إذا كان يعرف أو لا يعرف شيئًا ما، مثل “ما هذا اللون؟” أو “ما هذا؟” طرح الكثير من الأسئلة الاختبارية يميل إلى عدم تشجيع المحادثة بينك وبين طفلك.
شيء آخر يجب أخذه في عين الاعتبار، وهو أن الأسئلة التي تشجع على المحادثة هي مجرد خطوة واحدة صغيرة متقدمة عن قدرات الطفل. فإذا كانت جميع أسئلتك سهلة للغاية للإجابة ولا تحتاج إلى الكثير من التفكير، فلن تشجع لغته أو مهارات التفكير الخاصة به. من ناحية أخرى، إذا كانت جميع أسئلتك صعبة للغاية، فمن المحتمل أن يشعر طفلك بالإحباط أو يفقد اهتمامه بالتفاعل معك. لذلك، ضع قدرات طفلك في الاعتبار واسأل أسئلة ليست سوى خطوة واحدة إلى الأمام. تأكد من أن طفلك يفهم سؤالك، وأن لديه الكلمات المطلوبة للإجابة عليه.
لماذا يعطي طفلي إجابات من كلمة واحدة فقط؟
بعض الأسئلة يتم الإجابة عليها بكلمة واحدة بشكل طبيعي، والبعض الآخر يحتاج إلى إجابة أطول. إذا كان طفلك يجيب بكلمة واحدة فقط، فقد يكون السبب هو أنك تسأل الأنواع التالية من الأسئلة:
الأسئلة التي يتم الإجابة عليها بكلمة واحدة – أسئلة “نعم / لا” تتطلب إجابة واحدة هي “نعم” أو “لا”. غالبًا ما يبدأ بـ “هل أنت …”، مثل “هل تريد بسكويت؟” أو “هل تحب أن تلوّن؟”. يمكن أيضًا الإجابة على بعض الأسئلة الأخرى بكلمة واحدة، مثل ”ما هذا؟” أو “من هذا؟”. مثل هذه الأسئلة تميل إلى أن تكون أسهل للأطفال وتتطلب قدرا أقل من التفكير. إنها لا تشجع اللغة لديهم كثيرًا، لذا أنت لا ترغب في الإفراط في هذه الأنواع من الأسئلة مع الأطفال الذين يتحدثون في جمل.
إذا كان طفلك يتحدث في جمل وكنت تشعر أنه يستطيع تقديم إجابة أطول، فيمكنك التفكير في طرح هذه الأنواع من الأسئلة:
الأسئلة التي تتطلب إجابات أطول – تتطلب العديد من الأسئلة إجابات أطول وتشجع الأطفال على التفكير أكثر قليلاً. هذه الأسئلة تكون مفتوحة بشكل أكبر، شجّع طفلك على إبداء الرأي أو التفسير، وتوسيع نطاق تفكيره أو إدراكه. الأسئلة التي تبدأ بـ “لماذا …؟”، “كيف …؟”، أو “ما رأيك في …؟” غالبًا ما تشجع اللغة أكثر، مثل “لماذا تعتقد أنها تبكي؟” أو “كيف يجب أن نبني رجل الثلج؟”
كيف يجب أن أتفاعل إذا أعطى طفلي إجابة خاطئة؟
في بعض الأحيان قد لا يعرف طفلك الإجابة عن سؤالك أو قد يجيب إجابة غير صحيحة. عندما يحدث هذا، انتهز الفرصة لمساعدة طفلك على التفكير والتعلم. بدلاً من الإشارة إلى أن الإجابة غير صحيحة، قد تحاول:
- إعادة صياغة السؤال (على سبيل المثال، إذا كان السؤال الأصلي هو “كيف يجب أن نبني رجل الثلج؟”، حاول إعادة صياغته ليصبح: “ما الذي يجب علينا فعله أولاً – صنع كرة ثلجية كبيرة أو كرة صغيرة؟”)
- إعطاء تعليق يلمّح للإجابة (“ممم … أتساءل عما إذا كان الدب خائفًا؟“)
- اسأل طفلك عن مزيد من المعلومات (“ما الذي يجعلك تظن ذلك؟”)
متى يكون أفضل وقت لطرح الأسئلة؟
يمكنك طرح الأسئلة في أي وقت تتفاعل فيه مع طفلك وتريد تشجيع المحادثة بينك وبينه. إن من أفضل الأوقات لتحدي طفلك بالمزيد من الأسئلة المفتوحة هو عندما تقرأون القصص معًا. توفر القصص العديد من الموضوعات الجديدة، مما يخلق فرصًا للتفكير واستخدام اللغة بطرق جديدة. تعطي الصور تلميحات يمكن أن تساعد طفلك على التوصل إلى إجابات أسئلتك. حاول طرح الأسئلة التي تساعد طفلك على التفكير فيما وراء صفحات الكتاب واربط ذلك بتجاربه الخاصة، مثل: “لقد ذهبت في رحلة بالحافلة في الأسبوع الماضي، تمامًا مثل تشارلي في القصة. ما الذي أعجبك في الذهاب في الحافلة؟ “.
طفلي لا يتحدث بعد. هل يجب أن أتجنب طرح الأسئلة؟
يمكنك طرح أسئلة على طفلك طالما هو أو هي:
- يفهم سؤالك
- لديه القدرة على الإجابة
يمكن الإجابة على الأسئلة بدون كلمات باستخدام إيماءات مثل الإيماء بالحركة وهز الرأس بالقبول أو الرفض أو الإشارة إلى الشيء أو تحريك الكتفين أو إعطاء الأشياء أو إظهارها. فيما يلي بعض الأمثلة على الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها بدون كلمات:
- أين حذاؤك؟ (يمكن الإجابة عن طريق الإشارة للحذاء أو الذهاب وإحضاره)
- هل تريد المزيد من العصير؟ (يمكن الإجابة عن طريق هز الرأس بالقبول أو الرفض)
- هل تريد البسكويت أو التفاح؟ (يمكن الإجابة عليه بالإشارة إلى أحد الشيئين اللذين تمسك بهما)
طالما كانت هذه الأسئلة صادقة وتحتاج لإجابة ولا تهدف إلى اختبار معرفة طفلك، فهذه الأسئلة البسيطة يمكن أن تشجع طفلك على الإجابة باستخدام يديه وجسمه.
قد يكون من المغري سؤال الأطفال الصغار ”أسئلة اختبارية“ لمحاولة تشجيعهم على التحدث. ولكن الأسئلة الاختبارية مثل “ما هذا؟“ أو “من هذا؟“ تميل إلى إحباط الأطفال الذين لا يعرفون الكثير من الكلمات لأنهم لا يستطيعون الإجابة عليها. بدلاً من ذلك، ركز على اتباع خطى طفلك ومجاراته والتحدث عن أي شيء يلفت انتباهه. سيؤدي ذلك إلى بناء مفردات طفلك.
يمكن أن يكون طرح الأسئلة التي تتبع خطى طفلك وتجاري اهتماماته طريقة رائعة لتشجيع المحادثات معه. إذا كانت أسئلتك صادقة وبمستوى طفلك (أو مجرد خطوة واحدة أكبر من مستواه)، فسوف تشجع مهاراته اللغوية والتفكيرية بينما تستمتعان بالتحدث معًا!
ترجمة: م. بلسم الزبيدي
المصدر