معالجة سلوك البصق
يتساءل العديد من أولياء الأمور عن كيفية معالجة سلوك البصق لدى طفلهم. يقوم الأطفال عادة بهذا السلوك نتيجة لمجموعة متنوعة من الأسباب. قد يكون السبب الرئيسي هو جذب الانتباه والحصول على الاهتمام، والذي بالتأكيد سيحصلون عليه مباشرة بعد هذا التصرف ولكن بشكل تأنيب وربما بعض الصراخ، ولكن في مفهوم الأطفال الصغار، فإن الاهتمام سواء كان “جيدًا” أو “سيئًا” يبقى بمنظورهم “جيدًا” لأنهم يريدون الحصول عليه فقط.
من الأسباب الأخرى للقيام بذلك هو محاولة الطفل الانخراط اجتماعيا. نحن كأشخاص بالغين لدينا الحس المنطقي السليم الذي يخبرنا أن هذا التصرف دليل سوء الأدب وهو سلوك غير مناسب ومقبول من الناحية الاجتماعية، ولكن هذا الأمر لا يكون دائمًا واضحًا جدًا عند الأطفال.
الإجهاد الذي يجلبه هذا السلوك على الآباء هائل، وقد تم محاولة واختبار جميع الحلول للتعامل معه. قد تنجح بعض الحلول لبعض الأطفال ولكن لا تنجح مع غيرهم فبعض الاستراتيجيات على سبيل المثال توصي بوضع شيء سيء المذاق في فم الطفل في كل مرة يبصق فيها، وقد لا تكون هذه الاستراتيجية أكثر الحلول أخلاقية ولكن من المعروف أنها تنجح.
الأسلوب الذي يتم فيه التعامل مع هذا السلوك يحتاج نفس العناصر الأساسية التي يحتاج لها التعامل مع أي سلوك آخر نحاول الحد منه وهو أنه يحتاج إلى استجابة ثابتة ومستمرة. من المهم التذكر دائمًا أنه عندما تقرر اتباع أي طريقة لتغيير سلوك طفلك غير المرغوب فيه قد تضطر إلى القيام بتكرارها 5 أو 10 وربما 15 مرة قبل أن يدرك طفلك أن هذا هو ما سيحدث في كل مرة يقوم بها بسلوكه غير المرغوب فيه.
إذا ما العمل؟
لقد تم محاولة واختبار كل الاستراتيجيات التالية أدناه. عندما تقرر وتختار واحدة منها عليك تذكر تنفيذ الاستجابة المذكورة حرفيًا ومباشرة بعد السلوك، واعلم أن هناك احتمالًا كبيرًا بأن تزداد الأمور سوءًا قبل أن تتحسن! فقط حافظ على هدوئك واستمر بنفس الاستجابة.
الاستراتيجية 1
قم بتأليف قافية قصيرة لمعالجة هذه السلوكيات الصعبة وغيرها أيضًا وقم بغناء النشيد مع بطاقات فيها صور لهذه الحيوانات وصورة اضافية لسلوك طفلك أيًضا إن أحببت! على سبيل المثال:
يبصق الجمل
يركل الحمار
يضرب الكنغر
لكن نحن لا!
إذا لاحظت السلوك السلبي من طفلك اسأله فورًا “هل أنت جمل؟”، سيرد عليك “لا، أنا لست جمل!!” فتجيبه “لم أكن أعتقد ذلك… لنغني أغنيتنا معًا”
نصيحة: غنوا القصيدة بلحن يحبه طفلكم.
الاستراتيجية 2
قل لطفلك “توقف، البصق مقزز جدًا” وابتعد، وتجاهل تمامًا الطفل لمدة 2-3 دقائق أو حسب الوقت الذي تعتقد أنه مناسب لطفلك. إذا قمت بتأنيب الطفل فلقد منحته الاهتمام الذي قد يكون السبب وراء قيامه بهذا السلوك. الأطفال الصغار لا يهتمون ما إذا كان الاهتمام الذي يتلقونه إيجابي أو سلبي، أي نوع من الاهتمام هو جيد بنظرهم. من المهم جدًا عندما يقوم الطفل بالسلوكيات المرغوب فيها، أن تقوم بمدح سلوكه والثناء عليه، مثلًا: “مشاركة جميلة منك” أو “جلوسك رائع” أو “أنت لطيف جدًا مع صديقك، أحسنت!” إذا كان البصق هو سلوك من أجل الحصول على الاهتمام وجذب الانتباه، قم بمنح طفلك الاهتمام الذي يسعى إليه لكن مع التصرفات التي تريد منه أن يقوم بها.
ملاحظة: يجب أن يتم تجاهل السلوك من قبل الجميع. تذكر أن الاهتمام هو الاهتمام، بغض النظر ممن يصدر!
الاستراتيجية 3
تماشيا مع الاستراتيجية 2، يمكنك أن تحاول استخدام صورة لطفل يبصق على آخر مع صورة أخرى لأم حزينة أو أب حزين. مرة أخرى، عندما يبصق الطفل يجب أن تظهر استجابتك على الفور ويجب أن تظهر وجهك حزينًا جدًا ثم تبتعد عنه وتتجاهله لمدة 2-3 دقائق. من المهم جدًا عندما يقوم الطفل بالسلوكيات المرغوب فيها، أن تقوم بمدح سلوكه والثناء عليه، مثلًا: “مشاركة جميلة منك” أو “جلوسك رائع” أو “أنت لطيف جدًا مع صديقك، أحسنت!” إذا كان البصق هو سلوك من أجل الحصول على الاهتمام وجذب الانتباه، قم بمنح طفلك الاهتمام الذي يسعى إليه لكن مع التصرفات التي تريد منه أن يقوم بها.
ملاحظة: يجب أن يتم تجاهل السلوك من قبل الجميع. تذكر أن الاهتمام هو الاهتمام، بغض النظر ممن يصدر!
الاستراتيجية 4
هل هناك بعض الأوقات التي يمكنك اعتبار البصق سلوك غير سيء؟ إذا كان الأمر كذلك قم بالثناء على البصق في هذه الأوقات فقط. على سبيل المثال بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون! مرة أخرى، استخدام الصور المرئية أمر فعلا جيد للتواصل مع طفلك لكي توضح له أنه لا بأس بأن يبصق.
الاستراتيجية 5
استخدمت هذه الأم استراتيجية رائعة حيث أنها في كل مرة تبصق فيها طفلتها، كانت تجبرها على تنظيف أسنانها بالفرشاة والمعجون وكانت تحملهم معها أينما ذهبت. بلهجتها الهادئة مع طفلتها وبصبرها وبثباتها في الاستجابة نجحت معها في التخلص من سلوك البصق. في هذا الرابط الفيديو القصير الذي صورته الأم لشرح طريقتها.
http://stop-your-child-spitting.loveable-family-life.com
نصيحتي لكم هي اتباع استراتيجية واحدة واستخدامها بشكل ثابت ومستمر لمدة 1-2 أسابيع اعتمادًا على تكرار سلوك الطفل. وذلك لكي يصبح الطفل معتادا على هذه الطريقة. جزء هام من هذه العملية هو أنت الأم أو الأب أن تكون مرتاحًا في استخدام الاستراتيجية التي تناسبك. مع مرور الوقت وتطور معرفتكم مع الاستراتيجية المتبعة، قد تجد نفسك بحاجة إلى استخدام مزيج من هذه الاستراتيجيات معًا للحصول على النتيجة المرجوة. الثبات والاستمرارية هما المفتاح!
حظا سعيدا!
د. سارة جين
ترجمة وتنقيح: م. بلسم زبيدي
المصدر