[learn_more caption=”بطاقة معلومات” state=”open”]
يامن
من مدينة طرابلس – ليبيا
تاريخ الميلاد: 26/1/2005
قصة ولادتي ترويها أمي الحبيبة سماح
— حُرّرت في 28/6/2007
[/learn_more]
[learn_more caption=”قصة يامن” state=”open”] بسم الله الرحمن الرحيم
… تزوجت قريبي من الدرجة الثانية (والدتانا بنتا خالة) بعد عامين من الخطبة ، ولم تكن حياتي قد استقرت بشكل جيد حين رزقني الله بيامن بعد عام واحد من الزواج ، في 26/1/2005 ولم يسع الكون فرحتي به ، كان جميلا جدا في اشهره الأولى ، وقد ولد بوزن ممتاز وصحة جيدة ، شك الأطباء في كونه مصابا بمتلازمة داون ، ولكن عندما رأوني ووالده تراجعوا عن شكهم ، فلم يظهر عليه من صفات أطفال الداون إلا استدارة الوجه وبياض البشرة ، وكنت اتمتع بهذه الصفات ، فخمنوا أنه شبه لا أكثر … ولم نعلم بشكهم إلا بعد أشهر . عندما بلغ أربعة أشهر ، اصيب يامن بنزلة برد طفيفة ، فحملناه لمستوصف قريب لعلاجه … قال لي الطبيب دون أية مقدمات : هل أخبرك أحد أن طفلك غير طبيعي ؟؟ صدمني كلامه وتمالكت نفسي وقلت له بصوت لا يكاد يسمعه : غير طبيعي ؟؟ كيف ؟؟؟؟ قال لي بصوت ثابت : إنه داون … سألته : داون ؟؟؟؟ ما معنى هذه الكلمة ؟؟ قال لي دون أي رحمة : داون أي منغولي ….. حملت طفلي وخرجت من المستوصف وتهاويت على كرسي السيارة بجانب زوجي … وانفجرت باكية ..
بدأ زوجي يصرخ : ماذا بك ؟؟ ماذا قالوا لك ؟؟؟ تكلمي … ولكني لم استطع النطق … آه ما أمر تلك اللحظات !!! وحين ألح زوجي في السؤال قلت له بصوت مخنوق : قالوا لي طفلك ليس طبيعيا … صدمه كلامي فكذبه قائلا : ما هذا الهراء ..هاهو بين يديك أجمل ما رأيت من الأطفال .. ماذا دهاك تصدقين كل ما يقال لك ؟؟؟؟ وانطلق بي إلى خالته وهي طبيبة … وانهرت امامها وانا باكية وتحدث زوجي عني .. فقالت : نعم بكل أسف هو داون .. ولكني لم أشأ إخباركم !!! كانت الدكتورة التي كشفت على طفلي بعد ولادته صديقتها … وكانت قد أخبرتها أن احتمال كون طفلنا مصابا بالمتلازمة يفوق 90% ولكنها تأمل غير ذلك … واليوم تأكد الشك … وانا ليست لدي أدنى فكرة عن الموضوع … عشت أياما ثلاثة بعدها ليست ككل عمري ، كنت ابكي واصلي فقط .. لا أكل ولا نوم ولا حديث ..وبعد تفكير ، هداني ربي سبحانه وتعالى إلى فكرة واحدة مفادها أنني إذا استسلمت وضعفت فإن طفلي هو الذي سيخسر .. سيسوء حاله ولن يهتم له أحد … سيطرت علي الفكرة فاستجمعت قواي ونهضت وكلي أمل … كان طفلي ذو الشهور الأربعة لا يستطيع رفع رأسه عن صدره إلا في وضع انبطاحه على بطنه .. ولذلك كنت أضعه أغلب الوقت على بطنه .. فقويت عضلات رقبته حتى تمكن عند الشهور الستة من رفع رأسه .. والحمد لله ..فعلت ذلك بدافع من غريزة الأمومة ليس إلا .. كما انني كنت اضعه بحيث تلامس رجلاه الحائط وهو على بطنه ، فيقوم بدفع جسمه مرارا وتكرارا حتى قويت عضلات رجليه .. وكنت اقوم بإعطائه أشياء صغيرة يمسكها واقوم بتثقيلها بقبضتي رويدا رويدا .. فقويت أصابعه وعضلات ذراعيه … والحمد لله على أن هداني لذلك ألف حمد وشكر …فقد كنت في إجازة ولا يوجد لدي في البيت نت فلا اطلاع لدي ولا أفكار…
في الشهور التي تلت ذلك كنت أقص له واغني له واتحدث إليه طوووووول اليوم ، لم أكن أريد السكوت ، كنت اريد أن أقهر مرض طفلي …وأقهر حزني الدفين في صدري . كان للمحيطين بي دور إيجابي وآخر سلبي .. تعلمون ما أقصد .. كانت شقيقة زوجي طبيبة ، فسعت جاهدة لعمل مايلزم ليامن من تحاليل وتخطيط للقلب ، وفتحت له اشتراكا في عيادة الأعصاب ، وفعلت كل ما يجب عليها فعله … فبارك الله فيها … ولكن ظلت ولا زالت نظرات بعض الجهلة لطفلي ، خاصة أولئك الذين خافوا على أطفالهم منه ، أو خافوا أن أحسدهم على صحة أطفالهم ، ولم يعلموا أنه قرة عيني وحياة قلبي بما تعنيه الكلمة ، حتى المتعاطفين معي ومع طفلي كانت نظراتهم وشفقتهم تجرحني ، وكنت ابكي كثيرا بعد كل نزهة اقوم بها مع طفلي وهو في عربته ، فقد كانت نظرات الناس جارحة او هكذا صورت لي أحزاني … لا أعلم… مع مرور العام الأول ، كنت قد تعودت الأمر ، واستسغت كلمتي (متلازمة داون) وذلك بفضل المواقع التي كنت اطلع عليها كل يوم ، وأقرأ ما فيها بنهم شديد ..حتى باتت لدي فكرة شبه كاملة عن الطفل المصاب بهذه المتلازمة … سجلت طفلي لجمعية وطنية خاصة بمتلازمة داون ، وشاهدت غيره من الأطفال الذين يعانون من المتلازمة بشكل اكثر بكثير من طفلي ، فحمدت الله ، وعطفت عليهم وعلى أهاليهم ، كما رأيت أطفالا اختلط عليهم الأمر بين متلازمة داون ومشاكل اخرى كالتخلف العقلي التام ، والشلل ، وغير ذلك الكثير والكثير … أدمجت طفلي بالأطفال العاديين عبر إلحاقه بحضانات عادية ، وكنت اتخير له الأفضل منها ، حتى استقر على واحدة أكثر من سنة ونصف .. وما ميز طفلي ، محبة الناس له بشكل كبير ، سواء العائلة أو الحضانة او حتى الغرباء …فالحمد لله على ما أعطى وأبقى لي من قرة عيني (يامن) . [/learn_more]
السلام عليكم.
الله يحفظ لكم يامن و يسعدكم به.