العناد عند الأطفال
موقع ومنتدى وراثة
www.werathah.com
يعتبر العناد من أكثر المشاكل السلوكية شيوعاً بين الأطفال بصفة عامة وهو سلوك يظهره الطفل على شكل اعتراض و مقاومة علنية لما يطلب منه من قبل الآخرين. يظهر العناد الطبيعي في مرحلتين من مراحل نمو الطفل:
المرحلة الأولى في السنة الثانية من عمره، ولا يعتبر في هذا السن سلوكاً مرفوضاً، وإنما يعتبر دليلا على بداية الشعور بالاستقلال، والحاجة إلى الاعتماد على الذات، كما تعد بداية الاستكشاف ونمو تصورات الطفل الذهنية، فيرتبط العناد بما يدور في رأسه من خيال ورغبات، وتشتد حالات العناد عند الأطفال في سن الخامسة، وتظهر في صورة رفضهم للانصياع للأوامر التي تتعلق بألعابهم، وأوقات النوم، وتناول الطعام الصحي.
المرحلة الثانية فتظهر في المراهقة.
ما هي ظاهرة العناد؟
يمكن أن نعرف العناد على أنه السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله ولا نعني السلبية فقط وإنما الإصرار على الفعل الذي يخالف أوامر الوالدين، فمثلاً عندما يطلب منه تناول الغداء يتحجج باللعب أو عند الطلب منه الذهاب للنوم يعاند ويعاكس الأمر أو عند الطلب منه الذهاب إلى الحمام يرفض ويتبول في ملابسه. يشير العلماء إلى أن هناك ثلاثة أشكال للعناد عند الأطفال وهي:
1. المقاومة السلبية فهو لا يهتم بالمطلوب منه.
2. التحري والعناد الظاهر كأن يقول الطفل (لن أفعل ذلك)
3. العناد الحاقد وهو القيام بعكس ما يطلب منه
متى يكون العناد ظاهرة صحية؟
عندما يبلغ الطفل عامه الثاني أو الثالث يشعر بأنه قد تعلم الشيء الكثير فأصبح قادرًا على المشي والتنقل وبدأ يفهم الكلام الموجه إليه وأصبح يعرف أشخاصًا خارج نطاق الأسرة المحيطة به. فإن عناده في هذه المرحلة يكون ظاهرة صحية لأنه يحاول الاستقلال بنفسه والاعتماد على ذاته بل يعتبر العناد في تلك المرحلة مهم لنمو الشخصية و الاستقلالية في المستقبل.
ما هو سن العناد؟
من سن الثانية إلى سن الخامسة أو السادسة تقريباً. إن التصرف السيء من قبل الوالدين في علاج هذه الظاهرة قد يؤدي إلى طول فترة العناد ويكون الناتج عنها مشاكل عديدة. انظر الى الأساليب الصحيحة في التعامل مع العناد في اخر هذا المقال.
ما هي أنواع العناد؟
1. العناد الطبيعي
وهذا ليس خطرًا بل هو ضروري للطفل، وعلى الأبوين في هذه المرحلة معرفة كيفية التصرف مع الطفل فإن الصراخ في وجه الطفل وضربه ليس هو الحل الأمثل بل التعزيز هو البديل الصحيح. هناك بعض كلمات التعزيز التي تدخل الفرحة والسرور على قلب الطفل عندما يقوم بأي عمل مهما كان بسيطًا، من هذه الكلمات (شاطر -بطل -يحب أبوه وأمه -نظيف) والعكس عندما يقوم بعمل غير مرغوب فيه فهناك كلمات منفرة (غير شاطر -لا يحب أبوه وأمه -غير نظيف).
2. العناد المشكل
ينشأ هذا النوع من العناد ويتطور مع عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي إذا استمر هذا النوع من العناد قد يؤدي إلى العنف واللامبالاة وعدم الرغبة في التعلم وخفض الدافعية، فلا بد من معرفة كيفية التعامل مع الأطفال في تلك المرحلة.
ما هي أسباب العناد؟
1. رغبة الطفل في تأكيد ذاته وهذا دليل على تمتع الطفل بقدر كبير من الصحة النفسية
2. التساهل والتدليل الزائد وتلبية رغبات الطفل مهما كانت
3. الاستجابة السريعة لصياح وصراخ الطفل
4. تفضيل الوالدين أحد الأبناء دون الآخر فيشعر الطفل بسلوك انتقامي ضد الابن المفضل والوالدين
5. محاكاة الوالدين والمزاج العصبي لأحدهم
6. التذبذب في المعاملة مع الأطفال بين القوة والتساهل في أمور كثيرة
7. تقييد حركة الطفل ومنعه من اللعب ومزاولة ما يحب من نشاط
8. قلة الحوار والنقاش معه في أموره ورغباته.
9. ارغام الطفل على اتباع نظم معين في المعاملة وآداب الاكل والحديث وغير ذلك
10. تقمص الطفل الكلمات السلبية التي يسمعها فيصدقها ويبالغ فيها (أنت عنيد، طبعك شديد).
11. عدم تلبية حاجات الطفل الأساسية مثل حاجته للعب وللتعلم، وفي دعم الوالدين له عاطفيا، فقد يلجأ الطفل للعناد كترجمة لحالة الضيق الشديد ولتفريغ التوتر المشحون في صدره.
12. سوء فهم الأمور وتقديرها في المواقف المختلفة، وهذا فخ يقع فيه الأطفال والكبار على حد سواء.
13. إحراج الطفل ونصحه أمام الآخرين من أهم أسباب عناد الطفل وتمسكه بموقفه.
14. قلة الانتباه لتصرفات الطفل الإيجابية وتشجيعه، وتركيز الأنظار غالبا على تصرفاته الخاطئة.
15. تدخل الاباء في حياة الطفل بصفة مستمرة ووقايتهم له وحرصهم الشديد على ألا يصيبه شيء خلال مزاولته لأي نشاط
16. بعض برامج التلفزيون لها آثار شديدة على ظاهرة العناد فمثلاً نجد الكثير من برامج الأطفال والرسوم المتحركة منصبة على ابراز المواقف الشريرة التي تشاكس الشخصية اللطيفة ويأتي المنقذ ويبدأ في الضرب والتكسير وأي شخص يعاند أن يقف ضد المنقذ يقوم بضربه. إن الأطفال يحبون التقليد فلا بد من تقديم نماذج سوية لهم حتى يقوم بتقليدها.
17. من أسباب العناد التي يسببها الأهل سرعة نمط الحياة التي نعيشها، فهذا أثّر حتما بشكل غير مباشر على حياتنا التي اعتدنا أن نحصل على كل ما نريده بكبسة زر ونتوقع من استجابة الطفل أن تكون بذات السرعة!
كيف نتعامل بطريقة إيجابية مع عناد الطفل؟
من المهم التصرف الصحيح مع الطفل المعاند مبكراَ لكي لا تصبح مشكلة يصعب حلها التصرف الصحيح بشكل عام يتمحور على ان لا نصبح في تعاملنا مع الطفل انداد و ان نستعمل أسلوب إعطاء الطفل اختيارات لكي يقوم هو باختيار مايناسبه منها. اما أسلوب الحوار ومحاولة اقناع الطفل في تكون بعد ان يستطيع ان يستوعب ويفهم وفي العادة بعد السن الخامسة او حسب استيعاب الطفل إذا كان من ذوي الإعاقة.
1. توقف تماما عن استخدام الضرب أو استخدام العقاب اللفظي أو البدني لأنك ستزيد بذلك من عناده وستزرع بنفسه الخوف منك وتدرب أنت على التحكم في غضبك.
2. ابتعد عن استخدام أسلوب التحدي والمواجهة ولا تكن ندا للطفل وتجعله خصمًا لك وتصرف بحكمة معه لأن قدرة الطفل على الصبر في العناد أكبر منك لذلك تحلى بالصبر وعدم التسرع.
3. لا تجعل تصرفاتك مع ابنك ردود أفعال على مواقفه، فلا تصرخ عليه إذا صرخ، ولا توجه له عبارات جارحة كرد على استخدامه لعبارات عنيفة حتى لا تجعله في موقف دفاع عن نفسه فيتمسك برأيه أكثر.
4. اجعل طفلك يشارك معك في اتخاذ القرارات واجعله هو من يقرر باستخدام أسلوب التخيير، مثلا: أي قميص تحب أن ترتدي؟ في حال اختار الطفل قميص غير ملائم فتلك ليست نهاية العالم بل انظروا أنها بداية سعادتكم وسعادة طفلكم. وبالتأكيد لن نوافق دائمًا على ذوق الطفل في حال كان غير لائق لكن ذلك أمر علينا الاستسلام له حتى نكسب ثقة الطفل ويصبح أكثر ليونة (بعض الأمهات اتفقت مع طفلتها: يوم أنا أختار ويوم أنت تختاري)
5. شجع طفلك باستمرار على تصرفاته الإيجابية وامدحه عندما يكون سلوكه جيداً. لا تمتدحه في كل شيء ولا تبالغ في المدح في أمور لا يحسنها.
6. تغافل عن بعض أخطائه ولا تحاسبه عليها وتجاهل السلوك غير المرغوب من الطفل في الحالات البسيطة لأن التعليق المستمر على السلوك السلبي يؤدي إلى تعزيزه.
7. استخدم أسلوب الثواب وتقديم المكافأة والتعزيز عند القيام بسلوك مقبول اما أسلوب العقاب بسحب المكافأة منه عند القيام بسلوك سلبي فاجعلها في مرحلة متأخرة.
8. لا تكثر من الأوامر والنواهي معه، وتعلم كيف تطلب منه بأسلوب غير مباشر
9. لا تكثر من التعليق على تصرفات الطفل بأن هذا يليق أو لا يليق أو هذا يصح وهذا لا يصح
10. لا تطلب من طفلك شيئا وهو منشغل في اللعب حتى لا يعاند معك.
11. احرص على جذب انتباه طفلك قبل إخباره بأي طلب تريده منه كأن تقدم له شيئاً يحبه مثل لعبة صغيرة أو قطعة حلوى
12. تجنب أن تكون المهمة التي سيقوم به الطفل تحرمه من حاجة أخرى يريد إشباعها، أو تتعارض مع ميوله ورغباته.
13. تعامل مع طفلك بلطف ولين دون تشدد أو تسلط وافسح له المجال للمناقشة مع إظهار بعض الحنان كالتربيت على الكتف أو الاحتضان
14. ناقش طفلك وخاطبه كإنسان كبير اذا كان يستوعب و يستطيع ان يفهم ووضح له النتائج السلبية التي نتجت من أفعاله تلك بأسلوب بسيط يستطيع فهمه.
15. استخدم أسلوب التحايل وتحويل الانتباه عن طريق تحويل انتباه الطفل لشي يحبه فمثلا عندما يبدأ الطفل في اصدار اصوات مزعجه كالصراخ وعندما يطلب منه أحد التوقف عن ذلك ولكن الطفل يقوم به فلا نطلب منه مرة اخرى وانما يتوقف عن ذلك تماما ويطلب منه تقليد صوت حيوان يحبه (تعال نقلد صوت العصفور)
16. راجع أسلوبك التربوي مع ابنك وانتقد تصرفاتك، فليس من المعقول مثلا أن نحرم الطفل من القفز واللعب خوفا من إزعاج الجيران، ثم لا نوفر له البديل، وتذكر دائما “إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُطَاعَ، فَأمرْ بما يُسْتَطَاعُ”.
نصائح وإرشادات عامة للأهل
1. احرص على إظهار الحب غير المشروط لطفلك باستمرار، فلا تقل له “إذا فعلت كذا سأحبك” أو “أنا لا أحبك بسبب تصرفك هذا” بل قل “أنا أحبك جدًا لكني غير راض عن تصرفك هذا!” فنحن نحب أولادنا بدون شروط، حتى لا يتخيل الطفل من كثرة أخطائه أننا لا نحبه.
2. كن قدوة لطفلك وحاول تعليمه السلوك الاجتماعي السوي واحترام الآخرين بسلوكياتك أنت.
3. استخدم العلاقة الإيجابية مع كل أطفالك وحاول إزالة الفجوات بينك وبين الابناء عن طريق اللعب معهم والخروج في رحلات معًا وإعطاء وقت خاص لكل طفل للحديث معه عن أموره الخاصة.
4. احرص على الثبات في المعاملة بين الأبناء وعدم التمييز بينهم
5. اتبع سياسة الحزم والحب فلا تجعل الطفل يحس بأن والديه لا حول لهما ولا قوة أمام تصرفاته بل يجب ان يحس بالقوة والحزم وفي الوقت نفسه بالحب والحنان.
6. جرب مع طفلك أسلوب القصة كاختيار قصة ذات طابع خيالي والتركيز على القصص التي تحكي علاقة الطائر مثلا بالأم وكيف أنه حصل له كذا وكذا لأنه لم يسمع كلام امه وتنبه عندما تروي له القصص التي تتحدث عن العناد ومساوئه، ألا تجعل همك الوعظ والإرشاد، ولكن دع الطفل يستمتع بالقصة دون تلميح لأخطائه.
7. جرب أسلوب التكليف بأن تعطي الطفل بعض الاعمال المنزلية حتى يتعود تحمل المسئولية فمثلا يقال للطفل إنك مسئول عن طعام العصافير
8. أحيانا يكون الطفل على حق في بعض التصرفات التي يدافع عنها، وهنا يكون العناد نعمة لا نقمة؛ لذلك علينا أن نتراجع عن رأينا، أو موقفنا، وأن نصرح بالأسباب التي بنينا عليها قناعتنا، وفي هذه الحالة سيكون الأهل قدوة للطفل في التراجع عن الخطأ، ويجب أن نبدأ في ذلك منذ سن الطفولة المبكرة.
نصيحة
حل موضوع العناد لا يأتي بجملة أو اثنتين والحلول التي تنطبق على عائلة ربما تفشل في عائلة أخرى، إن حل قضية عناد الطفل هو حلول مركّبة تشمل البيئة المحيطة والأهل والطفل بالتأكيد وهي عملية تحتاج لحكمة وصبر طويل من الأهل ولعل أفضل من يساعدك في علاج المشاكل السلوكية لطفلك هم الأخصائيين النفسيين فلا تتردد في استشارتهم.
مقاطع فيديو مهمة ومفيدة حول موضوع العناد
النهاردة- الطفل العنيد:
تربية الأبناء (العناد) للدكتور مصطفى ابو سعد
Descriptive Praise طفلي عنيد ماذا أفعل؟
د.أحمد عمارة – من القلب للقلب – التعامل النفسي السليم مع الطفل العنيد
المصادر:
http://b-dss.org/Down/main/Workshop/?id=302
https://www.facebook.com/MutlazmtDawnManaHyatnaLhaMana/posts/677710985587602