تحسين عادات النوم وعمليات الهضم لطفلك
من خلال عملي مع الأطفال، غالبًا ما توجه لي أسئلة من الآباء والأمهات يرغبون فيها إيجاد حلول لمشاكل النوم لدى طفلهم ومشاكل الهضم أيضاً.
بشكل عام من المهم أن ندرك أن الإيقاع البيولوجي لطفلك هو ما يحدد مدى اتفاق وتناغم هاتين المسألتين معاً. عندما يعمل أسلوب حياة الطفل بعكس هذا الإيقاع الطبيعي، فإن جسمه يخرج عن التناغم المألوف وتصبح قضايا مثل عسر الهضم، الأرق، مشاكل النوم، والخمول تبدأ بالتأثير على قدرته على الأداء اليومي.
من خلال دراسة أسلوب حياة طفلك وتحديد أماكن وجود الخلل والمشاكل، فأنت تأخذ الخطوة الأولى نحو تحسين عادات النوم والأكل لدى طفلك، وتأثيرها على قدرته على التعلم والإنجاز.
في مجتمع اليوم سريع الخطى، أصبحت العديد من عائلاتنا تتبع نمط حياة سريع أيضاً. وبما أننا نبدو وكأننا في حالة فرار، نتناول الشاي أو القهوة مع تقريباً لا شيء على وجبة الإفطار، ونتناول وجبة غداء خفيفة، ومن ثم نغرق في عشاء كبير ترافقه الحلوى.
نتبع هذا النمط في تناول الطعام، ثم نذهب إلى النوم متسائلين لماذا لا نشعر بالنشاط أو الحيوية كما يفترض بنا أن نكون في الصباح!!
وعندما يتعلق الأمر بالأطفال، تصبح الآثار السلبية لهذا الروتين أكثر وضوحًا لأنه يمر بمراحل رئيسية للنمو والتطور خلال هذه الفترة الحاسمة من حياته!
السبب في ذلك هو لأن الإيقاع البيولوجي لدينا، والمعروف أيضا باسم إيقاع الساعة البيولوجية، يواجه ذروة النشاط في الصباح حين يهيئ الجسم نفسه ليوم جديد. ولذلك ينبغي أن تستهلك الأطعمة الصلبة في وقت مبكر وذلك لتزويد الجسم بالوقود الذي يحتاجه ليعمل. وعندما يمر النهار ويأتي المساء، تبدأ عمليات التمثيل الغذائي في الجسم بالتباطؤ ويبدأ الجسم تحضير نفسه للنوم.
جوهر الحديث، اتباع روتين تناول وجبة عشاء كبيرة وحلوى يتعارض مع هذا التحول الطبيعي للأحداث، مما يتسبب في جعل نظامنا يعمل طوال الليل بدلا من أن يرتاح خلال هذه الفترة الحاسمة والتي من المفترض أن تكون للشفاء والنمو.
طوال حياتي، تذكرت هذا القول دائمًا: من الأفضل تناول وجبة الفطور كملك، والغداء كأمير، والعشاء كفقير. أكبر وجبة في اليوم يجب أن تؤكل في الصباح، بينما الوجبة الأخف وزنًا يجب أن تكون قبل وقت النوم بـ 4 – 5 ساعات. هذا سيضمن أن استهلاك الغذاء الخاص بك سوف يتناسب مع عمل الجهاز الهضمي الخاص بك.
اعتمادا على المكان الذي تعيش فيه، احتياجاتك الغذائية وما هي الأطعمة المتوفرة محليا، فإن الأمثلة على الأطعمة التي يجب أو لا يجب إطعامها لطفلك في وجبة العشاء قد تختلف من الأشياء التي سندرجها بالأسفل. ومع ذلك، “المهم هو أن تكون الأطعمة المحضرة سهلة الهضم، خفيفة ومغذية وتوفي باحتياجات طفلك الغذائية”.
:: بعض الأطعمة التي ينصح بها ::
سلطة مصنوعة من الخضار الموسمية
السلطة الخالية من البروتين أو النشأ تكون خفيفة وسهلة الهضم للطفل.
الخبز والعسل
ومن المعروف أن للعسل خصائص مهدئة وهو رائع في مساعدة الطفل على النوم. يمكن أن يؤكل العسل مع العشاء، أو يعطى الطفل ملعقة قبل النوم أو يذاب مع بعض شاي البابونج الدافئ. من المهم أن تكون على علم،بأن العسل المبستر (النوع الذي يبقى صافياً لفترة طويلة) يحوي مغذيات أقل من العسل الخام (النوع الذي يصبح معكراً ويتحول لحالة صلبة بعد شهرين تقريبًا) لأنه قد تم تسخينه من أجل إزالة البكتيريا وتمديد مدة صلاحيته.
ملاحظة هامة:
إذا كان طفلك يعاني من حساسية حبوب اللقاح أو كان عمر طفلك أقل من سنة واحدة، يجب ألا تعطيه العسل الخام لأنه قد يسبب رد فعل تحسسي شديد أو يؤدي إلى تسمم الرضع.
:: أطعمة من الأفضل تجنبها ::
اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالبروتين
عندما تتناول وجبة العشاء، حاول أن تتجنب إعطاء طفلك الكثير من الأطعمة الثقيلة الغنية بالبروتين. من الأفضل استهلاك هذه العناصر في وقت مبكر من اليوم لمساعدة طفلك على الشعور باليقظة والاستعداد للتعلم أو اللعب. اللحوم الحمراء، على سبيل المثال، تأخذ الكثير من الجهد ليتم هضمها مقارنة مع الفواكه والخضروات الطازجة. وهي أيضا قادرة على منع افراز السيراتونين في الجسم، مما سيحرم طفلك من الحصول على نوم هادىء ومريح.
البطاطس والأطعمة النشوية الثقيلة
إذا كان طفلك يواجه مشاكل في الهضم أو اضطرابات في النوم، فإن الأطعمة النشوية مثل البطاطا والمعكرونة قد لا تكون فكرة جيدة. في حين أن تناول الكثير من الكربوهيدرات قد يجعل طفلك يشعر بالنعاس، فإنها يمكن أيضا أن تسبب الانتفاخ والغازات في معدته الحساسة، وبالتالي تؤثر على عادات نومه.
هناك العديد من المصادر التي تنصح بمجموعة واسعة من الأطعمة المختلفة التي يمكن أن تساعد طفلك الهضم والنوم ليلا. ومع ذلك، تأكد من تجربتها بحذر حيث أن العديد من هذه الأطعمة يمكن أن تؤدي إلى الحساسية أو عدم تحمل الطعام لدى طفلك. إذا كان لديك أي أسئلة أو تعليقات أو اقتراحات، يمكنك دائماً استشارة الطبيب. ومن الأفضل قبل إجراء أية تغييرات على نمط حياة طفلك، أن تتأكد من استشارة طبيب صحة على علم بحالته.
المصدر
ترجمة: م.بلسم زبيدي – أم نور