المشاكل النفسية والسلوكيات الخاطئة الأكثر انتشارًا
بين الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية وطرق علاجها
الخوف
تعريفه:
الخوف حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يتسبب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر، وقد ينبعث هذا المؤثر من داخل الفرد. يعد الخوف مرضا بالنسبة للطفل أن خوف أطفال ما قبل السادسة من أي موقف خارجي لا يعتبر خوفا مرضيا أما إذا استمر ذلك إلى ما بعد السادسة من العمر من موضوعات لا تمثل خطرا حقيقيا (مثل الخوف من ريشة طير أو شعر ابيض. الخ) فهذا هو الخوف المرضي (الفوبيا).
ومن المفيد إلى أن الأطفال الأذكياء يدركون الأخطار الممكنة أسرع من الأطفال الأقل ذكاء وقد يفسر ذلك بان الطفل الذكي أكثر حذرا وذلك لقدراته إمكانياته التي تؤهله لتوقع الخطر وسرعته في الوعي بها فضلا عن قدراته على التمييز بين الأخطار الحقيقية والأخطار الوهمية.
هناك ثلاثة انوع من الخوف وهي:
1) الخوف الطبيعي:
وهو شعور أو إحساس الطفل بالخوف ويكون طبيعيا ويظهر كرد فعل لمثير خارجي يتخذ الطفل إزاءه أسلوبا وقائيا أو دفاعيا. فمخاوف الأطفال تكون محسوسة وهي المخاوف الطبيعية مثل الخوف من الظلام، والأصوات المرتفعة والمرض والحيوانات وغيرها. ولا يعتبر مرض إنما يعتبر وسيله دفاعية للحفاظ على البقاء.
2) الخوف المرضي:
وهو خوف الأطفال من أشياء أو مواقف أو أشخاص دون سبب حقيقي معروف وتكون شديدة وتستمر لفترة طويلة وتلك المخاوف ليس لها مبرر في الواقع في وتكون مصحوبة بالقلق والشعور بالعجز وظهور بعض الأعراض النفس جسمية عليه مثل: القيء والإسهال والاضطراب في التنفس وسرعة ضربات القلب والتبول اللاإرادي. الخ. ومن هذه المخاوف الخوف من الظلام والأماكن المغلقة أو المرتفعة ومن الحيوانات والحشرات لذا فلابد من معالجتها من قبل الوالدين وإعطاءها أهمية لمساعدة الطفل على التخلص منها.
3) المخاوف المدرسية:
– أن الطلاب الذين يعانون من القلق بشكل كبير ينخفض مستوي أدائهم في الواجبات المنزلية ويلاقون مشكلات في تعلم المواد الدراسية وفي تحديد العناصر الهامة في تمارين القراءة.
– يأتي الطلاب إلى المدرسة وهم بحاجة إلى المحبة، الانتماء، والاعتماد على النفس والحياة الاجتماعية. أن شعور الطالب بعدم الأمن والخوف غير العادي مما يؤدي إلى ضعف في تركيزه وقلقه في أثناء النوم ويعاني من تشويش وتشتت عند تقديم الاختبار.
– أن سلوك المعلم ينعكس على تلاميذ المدرسة.
– كلما زاد الخوف من المدرسة انعكس ذلك على التوافق النفسي والاجتماعي للتلاميذ.
أسباب الخوف:
1ــ الصدمات الانفعالية الشديدة والمؤلمة: حينما يشاهد الطفل الطبيب وهو يقوم بعمل يثير الألم الشديد عند طفل آخر أو يرى الدم وهو ينزف من الطفل أو يصرخ من وخز الحقنة، مما ينعكس عنده الخوف والرعب لديه من الطبيب.
2 ـ تخويف الطفل: قد يلجأ الوالدان إلى أسلوب بتخوف الأطفال إذا تأخر الطفل مثلا عن النوم وذلك بتهديده بان سيحضر إليه حيوان مفترس إذا لم ينم، أو قصة عليه أمه قصصا عن الكلب المفترس.
3 ــ التقليد: فالأم التي تخاف من الحشرات والمرتفعات يصيبه ما أصابها من هلع أو خوف عند رؤيته مثل هذه الحشرات أو صعوده إلى تلك المرتفعات فان الطفل قد يكسب تلك المخاوف من أمه ويصاب ما أصاب أمه من مرض الفوبيا.
4 ــ المشاهدات التي يراها الطفل من خلال التلفزيون والفيديو والكتب الهزلية.
5 ــ المخاوف: وتتم عن طريق التعلم كما تراه النظرية السلوكية.
6 ــ الأسباب الأسرية: إن الظروف الأسرية المضطربة والتي يسودها التوتر والمشاحنات المستمرة بين الآباء وبين الاخوة أو بين الآباء والأبناء تؤدي إلى شعور الطفل بعدم الأمن.
7 ـ الإعاقة الفكرية قد تساهم في حدوث الخوف حيث أن الأطفال المعاقين عقليا يظهرون نفس الأنواع من سلوك الخوف التي يظهرها الأفراد العاديين.
أساليب معالجة الخوف:
1 ــ عدم تخويف الأطفال وكذلك عدم استغلال مخاوفهم من السيطرة عليهم وضبط سلوكهم.
2 ــ تبصير الأطفال بالأشياء المؤذية، وتوضيح ما فيها من تهديد حياته.
3 ــ تشجيع الطفل من قبل الآباء والأمهات والمعملين على الاعتماد على النفس وتحمل المسؤولية.
4ــ الإقلال من تحذير الآباء لأبنائهم أو تأنيبهم أو تحقيرهم وإهانتهم أو ضربهم.
5 ــ التفاهم مع الطفل حول الشيء المخيف فلابد من مناقشته وتبصيره بالحادث بأسلوب يناسب فهمه وإدراكه.
6 ــ مراقبة المحتوى المقدم للطفل وهو أن توجد رقابة علمية تربوية على المطبوعات المحلية والمستوردة وعلينا أن ننتقي المادة العلمية التربوية والأشياء الخفيفة الهادية المرحة بحيث نتجنب عرض المادة أو الأفلام التي تثير الخوف والرعب.
7 ــ تعديل أسلوب المدرس لأسلوب معاملة الطفل: يلجأ بعض المعلمين إلى استخدام التخويف أو الضرب مع الأطفال كي ينفذوا الأوامر ويحققوا المطلوب، ويجب استخدام أساليب أفضل من العقاب والتخويف لتعديل سلوكيات الأطفال.
المصدر:
ورشة عمل اللقاء الأول لمعلمي التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية بأولياء أمورهم
في مدرسة إمام الدعوة الإبتدائية
إعداد أ.سيف القحطاني/ ماجستير إعاقة فكرية
بالتعاون مع الأخصائي النفسي أ.خالد الحبيش
بإشراف مدير المدرسة أ.فهد الكلثم
https://t.co/eBJYnRinUy
المراجع:
– الخطيب، جمال؛ الحديدي، منى؛ السرطاوي، عبد العزيز (1992م). إرشاد أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، قراءات حديثة. عمان: دار حنين للنشر والتوزيع وخدمات الطباعة.
– الزعبي, أحمد (1994م). الأمراض النفسية والمشكلات الدراسية عند الأطفال, صنعاء: دار الحكمة اليمانية؛ بيروت: دار الحرف العربي.
– الشخص, عبدالعزيز؛ السرطاوي زيدان(1999م). تربية الأطفال والمراهقين المضطربين سلوكياً, العين: دار الكتاب الجامعي.
– الشربيني, زكريا (1994م). المشكلات النفسية عند الأطفال, القاهرة: دار الفكر العربي.
– القحطاني، سيف (2012م). معيقات الاتصال بين معلمي التلاميذ ذوي الإعاقة الفكرية وأولياء أمورهم بمعاهد وبرامج التربية الفكرية بمدينة الرياض. رسالة ماجستير منشورة, جامعة الملك سعود: الرياض.
– القريوتي، عبد المطلب أمين (2005م). سيكولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم. القاهرة: دار الفكر العربي.
– المبرز, إبراهيم حمد (2010م). التدريس الناجح لذوي الإعاقة الفكرية. الرياض: الشريف للدعاية والإعلان. الطبعة الثانية.
– الوابلي, عبدالله (2012م). مدخل للإعاقة الفكرية. طور النشر.